تُعتبر الفيضانات واحدة من أكثر الكوارث البيئية دمارًا للبلدان التي تحدث فيها، لما ينتج عنها من خسائر وأضرار لا يمكن إصلاحها بسهولة.
وتحدث الفيضانات نتيجة عدة أسباب، ولكن عادة ما يكون السبب الرئيسي هو هطول الأمطار بحيث يتجاوز المعدل قدرة الأرض على امتصاص المياه.
كما يؤدي الهطول الغزير على مجاري الأنهار إلى حدوث الفيضانات بسبب تدفق المياه الزائدة على جانبي النهر، مسببة غرق الأراضي المجاورة.
وقد يحدث الفيضان من البحر، مدفوعًا بزيادة العواصف التي ترفع من منسوب المياه وتجرها إلى الشواطئ، كما يمكن أن تحدث نتيجة فشل السدود وتدميرها والذي يؤدي لاندفاع المياه المحتجزة خلفها بقوة.
وفيما يلي نظرة على أبرز 6 فيضانات تم تسجيلها من قبل:
فيضان القديس مارسيليوس
يُطلق عليه أيضًا فيضان “غرق الرجال العظيم”، والذي راح ضحيته ما لا يقل عن 25 ألف شخص، وتم تسميته بهذا الاسم لأنه بلغ ذروته في 16 يناير يوم عيد القديس مارسيليوس.
حدث هذا الفيضان بسبب إعصار شديد ضرب كلا من بريطانيا وهولندا وشمال ألمانيا والدنمارك في وقت واحد، ودمر قرى ومناطق بأكملها، عام 1219.
فيضان جونستاون
أدى الانهيار الكارثي لسد ساوث فورك، الذي كان يقع في الجنوب من نهر ليتل كونيموه، على بعد 14 ميلاً من مدينة جونستاون في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة، إلى حدوث هذا الفيضان.
وضرب الفيضان في 31 مايو 1889، بعد تدمير السد بفعل الأمطال الغزيرة، مما أدى إلى تدفق 14.55 مليون متر مكعب من المياه.
تسبب الفيضان في أضرار بلغت قيمتها 17 مليون دولار أي بما يعادل 534 مليون دولار في الوقت الحالي، فيما قتل 2209 أشخاص.
فيضان النهر الأصفر
ضرب الفيضان مدينة تشينغ في الصين عام 1887، وتم تصنيفه على أنه أكثر الفيضانات دموية، إذ بلغ عدد القتلى 930 ألف شخص.
وتسببت أيام من الأمطار الغزيرة في تحطيم السدود التي بناها المزارعون على النهر، وبسبب السهول المنخفضة المجاورة، وانتشر الفيضان بسرعة عبر شمال الصين، حيث غطى مساحة تبلغ 130 ألف كيلو متر مربع.
ولأنه لا توجد طريقة مثبتة لقياس مدى كارثية الفيضانات، يتم الاعتماد على الضرر وعمق المياه وعدد الوفيات لتصنيفها.
فيضان نهر اليانغتسى
حدثت فيضانات نهر اليانغتسي-هواي عام 1931، في الفترة من يونيو إلى أغسطس في كل من مدن ووهان ونانجينغ وغيرها.
وساءت الفيضانات بشكل كبير في 25 أغسطس، مما أدى إلى تحطيم سد قائم على بحيرة Gaoyou.
وتختلف تقديرات عدد الأشخاص الذين قتلوا جراء الفيضان، وبحسب الرواية الرسمية فإن 140 ألف شخص غرقوا، ولقي 2 مليون آخرين حتفهم لأسباب مختلفة من بينها نقص الطعام في أعقاب الفيضان.
فيضان سد بانكياو
حدث الفيضان في أغسطس 1975، في مقاطعة خنان بالصين، عندما حطم إعصار نينا سد بانكياو و 61 سدًا آخر.
وقُدّر عدد القتلى جراء الفيضان بما يتراوح من 26 ألف إلى 240 ألف قتيل، كما غرقت 30 مدينة ومحافظة على مساحة أكثر من 12 ألف كيلو متر مربع، فيما سقط ما بين 5 ملايين و 6.8 مليون منزل.
فيضان بحر الشمال
حدث هذا الفيضان نتيجة عاصفة قوية ضربت كل من هولندا وشمال غرب بلجيكا وإنجلترا وإسكتلندا، في عام 1953.
وأدى المد والجزر إلى تكوين عاصفة قوية فوق بحر الشمال، وتسببت الرياح والضغط المنخفض الناتج عنها في فيضان البحر الذي وصل إلى ارتفاع 18.4 قدمًا فوق متوسط مستوى سطح البحر.
وتم تصنيف الفيضان على أنه الأسوأ الذي شهدته إنجلترا وإسكتلندا خلال القرن العشرين.
وبسببه تضرر أكثر من 990 ميلاً من الخط الساحلي، وغمرت المياه 160 ألف فدان. واضطر أكثر من 30 ألف شخص إلى مغادرة منازلهم بسبب الفيضانات.
وشملت الخسائر تعرض 24 ألف عقار لأضرار جسيمة، فيما بلغت التكلفة التقديرية للضرر 50 مليون جنيه إسترليني عام 1953 دولار، أو ما يقدر بـ 1.2 مليار جنيه إسترليني في عام 2013.
الأمم المتحدة: زيادة عدد اللاجئين لأكثر من 100 مليون شخص تتطلب حلولًا عاجلة
مع الاستعدادات لإعصار بيبارجوي.. ما هي الفاتورة الاقتصادية للأعاصير؟
