أعمال

لماذا قد يكون قطع العلاقة مع عملك السابق مفيدًا بعكس النصائح التقليدية؟

على الرغم من تنوع أسباب انقطاع العلاقة مع عملك السابق، إلا أن النصائح التقليدية باستدامة الجسور الموصولة به لم تعد ذات جدوى، وهو الأمر الذي بات يحتاج إلى إعادة تفكير، فقد تصيب العلاقة السامة التي تولدت بهذا المكان أشخاصًا آخرين لم يكن لهم أدنى ذنب إلا أنك حافظت على علاقاتك بعملك السابق الذي هجرته للسلبيات التي وجدتها به.

“حرق الجسور” لم تعد كما السابق

ولطالما اعتُبر الحديث عن العلاقات والأشخاص في بيئة العمل السابقة قاتلًا مهنيًا ويدمر سمعة الموظف، ويجعل من الصعب العثور على عمل في المستقبل، لكن يؤكد الخبراء أن أولويات العمل لابد أن تتغير حتى لا يكون ذلك أحد المعوقات التي يواجهها المحترفون. ومع تعالي أصوات الموظفين حول قضايا مكان العمل وبيئاته السامة، أصبحت المناقشات المفتوحة حول الجوانب السلبية للعمل أكثر تطبيعًا وأقل ضررًا مهنيًا. وبحسب مختصين فإن بعض الحالات قد تكون الإجراءات التي كان يُنظر إليها سابقًا على أنها قاتلة مهنيًا ضرورية لتغيير مكان العمل إلى الأفضل.

 

حماية أماكن العمل السامة

وبعيدًا عن المفهوم التاريخي لمصطلح “حرق الجسور/ القوارب” الذي يرجع إلى التكتيكات العسكرية الرومانية التي تعتبر أن العبور إلى أرض أجنبية ثم تدمير الجسر خلفك دون ترك أي خيار للتراجع من أكثر التكتيكات الخاطئة خلال الحرب، فإن المصطلح في العلاقات الوظيفية يعني إتلاف العلاقة لدرجة أنك قد تصبح منفصلاً مهنيًا سواء كان ذلك يعني الإضرار بسمعتك كموظف جيد، أو فقدان العلاقات القيمة التي يمكن أن تساعد حياتك المهنية على المدى البعيد، إلا أن في وقتنا الحالي، لا يمثل هذا المصطلح ضررًا كما كان في السابق.

من جانبها، تصف إيرين غالاغر ، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة Ella ، وهي شركة استشارية مقرها الولايات المتحدة المصطلح بأنه ليس “مثيرًا” فحسب، ولكنه أيضًا غير متوافق بشكل متزايد مع أهداف الموظفين المعاصرين، الذين يمنحون الأولوية لأماكن العمل الصحية.

وفي حين أن الفكرة الأساسية لعدم حرق الجسر هي حماية العامل وآفاقه المستقبلية، إلا أنها تقول إنه يمكن أيضًا حماية صاحب العمل السيئ، حيث إن هذا الخوف من التداعيات المهنية يمكن في نهاية المطاف أن يؤدي إلى إسكات الموظفين، ما يعني أن بيئات العمل السيئة يمكن أن تظل تعمل دون أدنى عواقب على ما يتم تجاه الموظفين.

نتيجة عكسية

فعلى سبيل المثال أدى الخوف من حرق الجسر إلى منع كريستين العاملة في العلاقات العامة من التصرف ضد ثقافة مكان العمل التي شعرت بالتمييز ضدها بسبب إعاقتها. ففي عام 2016، انتقلت إلى نيويورك للحصول على وظيفة جديدة ، واضطرت إلى تأجيل موعد بدايتها حيث كانت تكافح للعثور على شقة يمكن أن تلبي احتياجاتها الخاصة.

فيما قالت إن مديرها سألها عن سبب رغبتها حتى في العيش في المدينة إذا كان التنقل صعبًا للغاية، وأخبرها مرارًا أنها “محظوظة” لتمتعها بامتياز العمل من المنزل من حين لآخر، على الرغم من أن هذه الترتيبات كانت جزءًا من اتفاقيات الإعاقة المنصوص عليها قانونًا.

وتقول كريستين إنها تحملت ما اعتبرته تنمرًا لأنها احتاجت إلى أن يوفر لها صاحب العمل تأمينًا صحيًا. ولكن حتى عندما غادرت في نهاية المطاف في عام 2018 ، اتبعت النصائح التقليدية ولم تحرق جسورها مع المدير أو الشركة.

مكان أضر بك .. هل ترغب بالتواصل معه؟

تختتم الرئيس التنفيذي لشركة Ella تصريحها قائلة: “عندما نتبع تلك النصيحة التقليدية بعدم حرق الجسور، ولا نزال نمتلك قدمًا واحدة في مكان عملنا السام، فإننا لا نمضي قدمًا بشكل كامل أبدًا” ولذلك أعتقد أنه يتعين علينا أن نسأل:هل تريد البقاء على اتصال بمكان أضر بك؟ وهل تريد أن تكون جزءًا من استمرار هذا الضرر للآخرين؟”.

لماذا يُقدّر الناس الموهبة الفطرية أكثر من العمل الجاد؟

ماذا لو كنت كثير المسؤوليات.. كيف توازن بين العمل والقيام بواجباتك الأسرية؟

لماذا يجب على صاحب العمل توظيفك؟.. هكذا تتجاوز السؤال بنجاح