أصبحت ” الدولرة” التي سيطرت على أسواق العالم لفترة طويلة مُهددة بالتلاشي، وفقًا لتصريحات المحللون الاستراتيجيون ببنك “جيه بي مورغان” أكبر بنوك الولايات المتحدة.
ويُشير مصطلح “الدولرة” إلى استخدام الدولار الأمريكي كعملة احتياطية ووسيط للتجارة الدولية، وهذا يعني أن الدولار يستخدم كعملة للتداول بين الدول بدلاً من استخدام عملاتهم الوطنية، بينما يمكن أن تؤدي الدولرة إلى تأثيرات اقتصادية على الدول التي تستخدم الدولار بشكل كبير في التجارة الدولية، إذ يمكن أن يؤثر التغير في قيمة الدولار على اقتصاداتهم وعلى أسعار السلع والخدمات التي يشترونها.
ويرجع هذا التحول إلى زيادة أسعار الفائدة الأمريكية الشديدة واستخدام العقوبات التي أعاقت عمليات روسيا وغيرها من دول النظام المصرفي العالمي، وبخاصة دول الــ “بريكس” وهي: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا – لتحدي هيمنة الدولار.
ارتفاع حصة اليوان الصيني
وأوضح محللو “جيه بي مورغان” ميرا تشاندان وأوكتافيا بوبيسكو في بنك “وول ستريت” أن استخدام الدولار في المجمل مازال داخل المدى التاريخي لاستخدامه، إذ تصل نسبة الدولار من حجم تداول العملات عالميًا إلى 88٪، بينما تراجعت حصة اليورو بنسبة 8 نقاط مئوية في العقد الماضي لتبلغ أدنى مستوى لها على الإطلاق بنسبة 31٪. في حين ارتفعت حصة اليوان الصيني إلى مستوى قياسي بنسبة 7٪.
وأضاف المحللون: “يتمثل التحول بعيدًا عن الدولار في الاحتياطيات الأجنبية حيث انخفضت حصته إلى مستوى قياسي، كما انخفضت حصته في الصادرات، ولكن هذا التحول لا يزال ظاهرًا في السلع الأولية”.
أكبر حصة عالمية
تجدر الإشارة إلى أن تقييم “جيه بي مورغان” يُعد الأهم على الإطلاق بين البنوك الأمريكية الكبرى، على الرغم من أن مديري الأصول الثقيلة مثل “جولدمان ساكس” أعربوا أيضًا عن آراء حول هذا الاتجاه.
وأفاد تقرير جيه بي مورغان اليوم الاثنين بأن حصة الولايات المتحدة في الصادرات العالمية انخفضت إلى أدنى مستوى على الإطلاق عند 9٪، في حين كانت الصين في مستوى قياسي عالٍ بنسبة 13٪.
وفيما يتعلق بالاحتياطيات الأجنبية في المصارف المركزية العالمية، فإن حصة الدولار انخفضت إلى مستوى قياسي منخفض بنسبة 58٪، على الرغم من أنها لا تزال أكبر حصة عالمية. ومع ذلك، تقل الحصة عند الحساب للذهب، الذي يشكل 15٪ من الاحتياطيات مقارنة بنسبة 11٪ قبل خمس سنوات.
وأضاف جيه بي مورغان أن التقدم في تداول اليوان الصيني محدود، ومن غير المرجح أن يتغير كثيرًا نظرًا للضوابط الرأسمالية في البلاد. وأشار المحللون إلى أن اليوان يشكل 2.3٪ من مدفوعات SWIFT، مقارنة بنسبة 43٪ للدولار و32٪ لليورو.
مستوى جديد لإنتاج النفط.. تفاصيل اتفاق “أوبك+” لعام 2024
بعد توقعات “جيه بي مورغان” .. هل نحن على أعتاب نزع الدولرة عالميًا؟
لتحقيق أهداف 2050 .. هل يمكن للعالم سد فجوة الاستثمار المناخي البالغة 11 تريليون دولار؟