لم يُغن النيل ودجلة والفرات ، والعاصي والأردن وغيرها الكثير من الأنهار التي تجري في الوطن العربي عن معاناة نحو 90% من سكان تلك الدول من أزمة شُح المياه. هذا ما أكدته الأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا والتي أكدت في تصريحات لها إن 50 مليون شخص بالوطن العربي يعانون فقرًا شديدًا بمياه الشرب الطبيعية.
المنطقة العربية تتصدر
من جهتها، أشارت السفيرة شهيرة وهبي، رئيسة قسم استدامة الموارد الطبيعية والشراكات والحد من مخاطر الكوارث بجامعة الدول العربية إلى أن المنطقة العربية هي الأشد ندرة في المياه إذا ما قورنت بجميع مناطق العالم، حيث تعاني 19 دولة من مجموع 22 دولة عربية دخولها إلى منطقة شُح المياه إضافة لحصول 21 دولة من أصل نفس العدد على مصادر مياه عابرة لحدودها.
دول تقع في قلب المعاناة
العراق
تواجه العراق أزمة مياه جسيمة تتسبب في تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية في البلاد، وتُعزى هذه الأزمة إلى عدة عوامل بينها (تغير المناخ وانخفاض معدلات الأمطار، سوء إدارة المياه، إضافة إلى تلوث المياه الشديد الذي تشهده البلاد بسبب نقس الاهتمام بالموارد المائية وتنميتها، فيما أفادت تقارير وزارة الموارد المائية العراقية أن مخزون المياه تراجع بشكل ملحوظ ليصل إلى 7.5 مليار متر مكعب.
وتشكل السدود المنتشرة بالأراضي التركية منبع نهري دجلة والفرات دورًا مهمًا في تفاقم أزمة نقص المياه العراقية، إلا أن هناك مباحثات ثلاثية بين العراق وتركيا وإيران.
مصر
تُعد مصر أكبر الدول العربية من حيث عدد السكان وأكبر الدول المُطلة على نهر النيل، ولكن ليس هذا وحسب، فهي أيضًا تعاني ازمة كبيرة في شُح المياه، حيث يبلغ نصيب الفرد في مصر من مياه نهر النيل سنويًا ما يقارب 500 متر مكعب ، وهو ما يعادل نصف حد الفقر المائي المتعارف عليه سنويًا، بحسب تصريحات وزير الري المصري هاني سويلم.
ولا يغيب عن الأنظار التخوفات التي ظهرت على السكح من تبعات بناء سد النهضة الأثيوبي، حيث تخشى مصر من تأثير بناء السد على مياه نهر النيل الذي يعد المصدر الرئيسي للمياه في البلاد، فيما تعمل على التوصل إلى اتفاق يحفظ حقوقها في المياه، وتشجع الحوار والتفاوض بين جميع الأطراف المعنية للتوصل إلى حل سلمي لهذه القضية
دول الخليج
وبينما تتصدر قطر دول العالم على لائحة الدول الأكثر معاناة من أزمة المياه بمعهد الموارد المائية، كانت المملكة العربية السعودية من بين الدول الأكثر معاناة من أزمة المياه، لكن مؤشرات حكومية أكدت أن المملكة تتبع نظامًا للإدارة الرشيدة للمياه لمواجهة خطر الجفاف، حيث أكد وكيل وزارة البيئة والمياه، عبد العزيز الشيباني، أن المملكة أنشأت مشاريع ضخمة لحصاد مياه الأمطار، من بينها أكثر من 550 سدا مائيا لتخزين نحو 2.6 مليار متر مكعب.
دول شمال أفريقيا
فيما لاتزال دول شمال أفريقيا تعاني شُحًا ظاهرًا للمياه ، حيث أعلنت تونس قطع المياه لمدة سبع ساعات يوميا لمواجهة أزمة شح المياه التي تعاني منها بوضوح منذ ما يقارب 3 سنوات ، بينما دعا الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون إلى التشديد على ضرورة حماية المياه الجوفية و إنشاء محطات تحلية للمياه عبر سواحل البلاد لمواجهة خطر نقص المياه الحاد التي تعاني منه الجزائر، فيما أعلنت المملكة المغربية تراجع وارادت المياه لتصل إلى نحو 14 مليار متر مكعب ليصل نصيب الفرد إلى 650 مترًا مكعبًا بعد أن كان 2500قبل نحو 60 عامً تقريبًا، بحسب مؤسسات استشارية محلية.
الفقر يحرم سكان هذه الدول الأوروبية من التدفئة خلال الشتاء
