تقنية

ما هي أبراج تنقية الهواء؟ وهل تنجح في حل مشكلة التلوث؟

أبراج تنقية الهواء

تختبر الهند حاليًا تقنية حديثة في تنقية الهواء الملوث، عن طريق برج مصمم خصيصًا لهذه الوظيفة، تم وضعه في إحدى حدائق مدينة نيودلهي – المصنفة كواحدة من أكثر مدن العالم تلوثًا – منذ الصيف الماضي.

الشركة المُصنّعة

يعود الفضل في ابتكار هذا البرج إلى شركة Studio Symbiosis المتخصصة في الهندسة المعمارية، والتي تملك فروعًا في الهند وألمانيا.

ولم تكن الشركة تنوي الدخول في هذا المجال، بحسب مؤسسيها أميت وبريتا نوبل جوبتاس، ولكن التجارب السلبية التي عايشوها مع التلوث هناك دفعتهم لذلك.

ووفق مؤسسا الشركة، فإن الأجهزة يمكنها تنظيف الهواء داخل دائرة نصف قطرها يتراوح من 200 إلى 500 متر في الأماكن المغلقة.

وبالقياس في المساحات الخارجية، سيتقلص حجم عمل الأبراج ما بين 100 إلى 350 مترًا، مقرونًا بعدة عوامل من سرعة الرياح ومدى اتساع المناطق المحيطة.

كيف يعمل البرج؟

يعمل هذا البرج البالغ ارتفاعه 5.5 أمتار والمعروف بـ “Verto”، على تقليل نسب ثاني أكسيد النيتروجين والجزئيات الدقيقة الخطرة، من خلال تنقية حوالي 600 ألف متر مكعب من الهواء يوميًا.

وتحتوي الأبراج على خمسة “مكعبات” لترشيح الهواء موجودة داخل غلاف هندسي، وتم تصميمها على شكل ملتوي، لدفع أكبر قدر ممكن من الهواء عبر سطح الجهاز، بعد أن يتم امتصاصه في المرشحات.

واستخدم المهندسون في تصميم البرج مرشحات من شركة Mann + Hummel الألمانية، وتم تصميمه ليعمل بكفاءة عالية في الظروف المختلفة للرياح.

وهذه المرشحات التي تتطلب تغييرها كل 3 إلى 9 أشهر، قابلة لإعادة التدوير جزئيًا، كما أن الضوضاء الصادرة عن الأبراج والذي يبلغ حدها الأقصى 75 ديسيبل، لا تختلف عن تلك الصادرة عن خلاط المطبخ.

وفي حين أن عمل الأبراج الأساسي هو تنقية الهواء، إلا أنها تساهم في الانبعاثات ذاتها التي تحاول التخفيف منها، ولذلك قامت الشركة المصنعة بتركيب مراوح ذكية موفرة للطاقة.

وتعمل المراوح على حسب ظروف الرياح، فإذا كانت ضعيفة تعمل بشكل أبطأ، وإذا توافرت الرياح القوية تعمل بشكل أسرع.

 وبحسب ما يقوله المهندسون، فإن كل برج يستهلك الطاقة بنفس معدل المكنسة الكهربائية الصناعية ولكن مع تدفق أكبر من الهواء.

التلوث في نيودلهي

يعتقد أميت أن تقليل التلوث والذي أودى بحياة ما يقرب من 1.6 مليون شخص في الهند خلال 2019، يتطلب حوالي 100 برج لفلترة الهواء في وسط عاصمة الهند.

ووفقًا لدراسة نُشرت في المجلة الطبية The Lancet، تعاني نيودلهي بانتظام من الضباب الدخاني، حيث تساهم انبعاثات المركبات وحرق المحاصيل ومحطات الطاقة التي تعمل بالفحم في تقليل جودة الهواء في المدينة.

وخلال العام الماضي، تم تصنيف المدينة من قبل معهد التأثيرات الصحية ومقره الولايات المتحدة العام الماضي، باعتبارها المدينة الأكثر تعرضًا للتلوث بالجسيمات الدقيقة في العالم.

هل نجح المشروع؟

وفق النتائج الأولية للمشروع، يعتقد القائمون عليه أنه يمكن توسيع نطاق عمل هذه الأبراج، لتنقية الهواء في الأماكن العامة والأحياء وحتى مدن بأكملها.

وقال أميت إنهما ينويان التواصل مع السلطات الحكومية لبحث إمكانية تثبيت المزيد من الأبراج في نيودلهي، بالإضافة إلى أنهما تحدثا بالفعل إلى مشترين محتملين في بلدان من أوزبكستان وفرنسا ونيوزيلندا.

ووفق معلومات الشركة المصنعة، تدرس الولايات المتحدة حاليًا طلب حوالي 40 برجًا لمعالجة الهواء الملوث بالغبار والأتربة الناعمة في مواقع البناء.

وتعتقد بريتا أن هذه الأبراج ستكون بالغة الأهمية عند تثبيتها في الحدائق العامة، التي يلجأ إليها المتنزهون للاستمتاع بالهواء النقي.

وما يزيد من سهولة الأمر، هو أن الأجهزة المصنوعة من الخرسانة المسلحة بالألياف الزجاجية، مصممة بحيث يسهل تجميعها ونقلها، على أمل أن يتم تبنيها على نطاق واسع.

ما هو “هكاثون” الحلول المحاسبية الذي أعلنت عنه الهيئة السعودية للمراجعين والمحاسبين؟

انهيار البنوك.. ماذا يعني؟

بعد توقيع اتفاقية شراء 5 طائرات استمطار للبرنامج الإقليمي بالمملكة.. ما هو الاستمطار؟