وقع وزير البيئة والمياه والزراعة، المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي، اتفاقية شراء 5 طائرات لصالح البرنامج الإقليمي لاستمطار السحب، الذي يستعد لإطلاق المرحلة الرابعة منه، بعد أن حققت الأعمال التشغيليلة له نجاحًا بنسبة تجاوزت 97%، حيث نتج عن المراحل الثلاث الأولى هطول 3.5 مليار متر مكعب من المياه على المناطق المستهدفة بالمملكة.
في السطور التالية، نتعرف على معنى استمطار السحب، وكيف تتم تلك العملية، فوائدها، والظروف الملائمة لإتمامها.
ما هو استمطار السحب؟
تتكون السحب من قطرات ماء صغيرة أو بلورات ثلجية تتشكّل عندما يبرد بخار الماء في الغلاف الجوي ويتكثف حول جزيء صغير من الغبار أو الملح يطفو في الغلاف الجوي.
وبدون هذه الجسيمات، لا يمكن أن تتشكّل قطرات المطر أو رقاقات الثلج ولن يحدث هطول الأمطار.
واستمطار السحب ببساطة، هي عملية توليد الأمطار بشكل مصطنع، عن طريق غرس جزيئات مواد معينة في السحب، تنمو بداخلها لتحمل المياه والثلج؛ لتسريع عملية هطول الأمطار.
كيف تتم عملية الاستمطار؟
عادة ما يتم استمطار السحب عن طريق رش جزيئات المواد المناسبة من الطائرة، حيث يتم تحديد السحب المناسبة بناءً على موقع المنطقة المستهدفة والرياح السائدة باستخدام تقنيات التنبؤ بالطقس.
في ظل الظروف المناسبة، يمكن أن يؤدي استمطار السحب إلى التسبب في هطول الأمطار، ولا يقتصر الأمر على إنتاج المطر عندما لا يسقط أي شيء بشكل طبيعي، بل يمكن من خلال تلك التقنية زيادة كمية الأمطار التي تهطل على منطقة معينة.
تستخدم معظم عمليات الاستمطار، مُركبًا كيميائيًا يسمى “يوديد الفضة” للمساعدة في تكوين بلورات الجليد، والذي يوجد بشكل طبيعي في البيئة بتركيزات منخفضة، ولم يتم رصد أضرار له على صحة الإنسان أو البيئة.
الظروف المناسبة لاستمطار سحابي ناجح
تركز الدول التي تلجأ إلى الاستمطار السحابي على أن تكون العملية خلال أشهر السنة التي تتحرك فيها الرياح بنشاط في نظامها الجويّ.
وخلال الأوقات الجافة، التي تكون العواصف غائبة لفترات طويلة، لا يمكن أن تتم العملية، لأن استمطار السحب يتطلب وجود سحب مملوءة بالرطوبة.
ويتطلب استمطار السحب سحبًا موجودة، فهو لن ينتج المطر من الهواء الرقيق، كما أن ليست كل أنواع السحب مناسبة للبذر، حيث يجب أن تكون الغيوم كثيفة بدرجة كافية، وفي درجة حرارة مناسبة بين -10 و-12 درجة مئوية.
فوائد استمطار السحب
يتم استخدام استمطار السحب في جميع أنحاء العالم كطريقة لتعزيز تساقط الثلوج في فصل الشتاء وزيادة كتلة الثلج في الجبال، مما يكمل إمدادات المياه الطبيعية المتاحة للمجتمعات المحلية في المنطقة المحيطة.
وتختلف فعالية الاستمطار السحابي من مشروع إلى آخر، ولكن ثبت أن مشروعات البذر السحابي طويلة المدى فوق جبال “نيفادا” في الولايات المتحدة، وأجزاء أخرى من العالم، تزيد من الكتلة الثلجية الإجمالية في المناطق المستهدفة بنسبة 10% أو أكثر سنويًا.
وفي جبال “Snowy Mountains” في نيو ساوث ويلز بأستراليا، أدى مشروع الاستمطار لمدة خمس سنوات إلى زيادة تساقط الثلوج بنسبة 14%.