اقتصاد

لماذا تعتقد أحيانًا أنك فشلت رغم أن هذا لم يحدث حقًا؟

الفشل والنجاح

ينظر الناس إلى الفشل والنجاح بطرق مختلفة، وعلى الرغم من أن مُحدّداتهما متغيّرة، وأن الإخفاق وارد في الكثير من الأحيان، إلا أن البعض يغالون في النظر إلى أدائهم على أنه فاشل، في حين أن الأمر قد يكون عكس ذلك تمامًا، فما السبب؟

قصّة ستغيّر مفهومك عن الفشل

تعمل راشيل ماندر في مجال تعليم الآخرين كيفية سرد القصص خلال إلقاء العروض التقديمية، وعندما مُنحت الفرصة للمشاركة في حدث افتراضي أثناء الوباء، أخذت تبحث عن قصة ترويها.

اعتقدت راشيل ماندر أنها لا تملك قصة خاصة بها تستحق المشاركة، فقرّرت أن تحكي كيف وصلت إلى ما هي عليه وأحرزت نجاحات في عملها.

وعلى الرغم من حماستها وآمالها الكبيرة، لم تجد راشيل الاستجابة التي توقعتها من الجماهير، وبالتالي لم تشعر بأنها كانت إيجابية ومؤثرة، خاصة أنها أنهت الحديث بمطالبة الناس بالتفكير، وهو ما استقبلوه بالصمت، بدلًا من تلقّي الإشادة وتعالي صوت التصفيق.

شعرت راشيل بالفشل، على الرغم من أن منظّمي الحدث أخبروها أنهم يعتقدون أنها قدّمت عرضًا جيدًا، ولكنها استبعدت تعليقاتهم، وحوّلت انتباهها في الأحداث التالية إلى الحديث عن مجالات أخرى لا علاقة لها بعملها.

بعد مرور 18 شهرًا، كانت راشيل تحضر “القمة العالمية للمتحدثين” في العاصمة الأيرلندية دبلن، وخلال تواجدها هناك، جاء إليها شخص لم تكن تعرفه شخصيًا وأخبرها بمدى تأثير هذا العرض الافتراضي فيه، وإلى أي مدى استفاد منه.

أجبر هذا الموقف راشيل على التفكير في “لماذا أقنعت نفسها بفشلها؟”، و”على أي دليل استندت في وصف ما حدث بالفشل؟”.

أدركت راشيل أنها تصرفت فقط بناءً على تصوّر فرضته على نفسها، ثم سعت للحصول على أدلة لدعم هذا الاعتقاد، حيث تجاهلت التعليقات الإيجابية من المنظمين لأنها لم تتناسب مع وجهة نظرها عن أدائها، وركزت بدلاً من ذلك على عدم استجابة الجماهير.

لماذا قد نشعر بالفشل في أوقات النجاح؟

يوضح روبرتو فورزوني، عالم نفس الأداء الذي عمل مع عدد من الفرق الرياضية الرائدة ونجوم رياضيين، أننا نميل إلى تقييم أدائنا بناءً على تقديرنا لذواتنا، أو التوجه نحو إكمال المهام بأفضل ما يكون.

يقول فورزوني: “عندما نكون موجهين نحو الأنا، فإننا نركز أكثر على ما يعتقده الناس عنا أو ما نفكر فيه عن أنفسنا، بدلاً من كيفية أداء المهمة نفسها بشكل جيد، وهو ما يؤثر على نظرتنا لما يشكّل النجاح أو الفشل”.

ويضيف: “بالنسبة للرياضيين، فإن التأخر لثلاث ثوان في سباق للجري قد يجعل الرياضي يعتقد أنه فشل، على الرغم من أنه يتحسن تدريجيًّا مع الوقت والتدريب، حتى وإن كان لا يفوز، وهذا لا يمكن ان يكون فشلًا”.

عندما سُئل لاعب كرة السلة في رابطة كرة السلة الأمريكية “NBA”، يانيس أنتيتوكونمو، في مؤتمر صحفي خلال شهر أبريل الماضي عمّا إذا كان يعتبر هذا الموسم فاشلاً، رد بطريقة تؤيّد فكرة فورزوني.

سأل يانيس، الذي خرج فريقه “ميلواكي باكس” من أول الأدوار الإقصائية لموسم 2023، المراسل عمّا إذا كان يحصل على ترقية في وظيفته كل عام، فقال المراسل: لا، فأجاب يانيس: “هل كل عام تعمل فيه تعتبر فاشلًا؟ لا، في كل عام تعمل، تتقدم نحو هدف ما، وهذا ليس فشلًا، إنه خطوات للنجاح”.

وبشأن ما حدث ما رائيل يقول فورزوني: “في العلاج السلوكي المعرفي، هناك ما يعرف بالتشوه المعرفي، والذي يحدث إذا تشوه شيئًا في عقلك، فترى الأشياء بين الأبيض والأسود فقط، إما نجاح وإما فشل، وتتجاهل المنطقة الرمادية بينهما”.

ويوضح: “النظرة للذات هي على الأرجح الجانب الأول الذي يحدد ما إذا كنت تعتقد أنك حققت النجاح أو الفشل، وهنا عليك إخراج نفسك من الصورة، والاكتفاء بإلقاء نظرة على مستوى الأداء أو الإنجاز؛ لمعرفة ما إذا كنت تتحسن بمرور الوقت، وهذا في حد ذاته من النجاح”.

ما هو الفارق بين المؤسسة والشركة؟.. وزارة التجارة توضح

هل توجد علاقة بين الهرمونات والصحة العقلية؟.. إليك الإجابة

لماذا يُقدّر الناس الموهبة الفطرية أكثر من العمل الجاد؟