يولي سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، البالغ من العمر 38 عامًا، اهتمامًا كبيرًا بمكافحة الشيخوخة، ويتمثل هذا الاهتمام في ممارسة الرياضة بانتظام، وأخذ الميتفورمين، وهو دواء رخيص لمرض السكري.
ويعد الميتفورمين من بين فئة من العقاقير تسمى “senomorphics”، وهي حبوب تبشر بالخير في ترويض الخلايا الشائخة أو خلايا الزومبي، فما المقصود بها؟
ما هي خلايا الزومبي؟
يشرح موقع Medline Plus الطبي عملية الانقسام في الخلايا، حيث تقوم الخلية بتكرار جميع محتوياتها وتنقسم لتشكيل خليتين متطابقتين، وعند حدوث الانقسام الفتيلي أو المتساوي بشكل خاطئ، يمكن أن تصاب بمشاكل صحية مثل السرطان.
خلايا الزومبي هي خلايا تتوقف عن الانقسام، وعندما تكون أصغر سنًا، يكتشف جهازك المناعي هذه الخلايا ويقضي عليها من جسمك، ولكن مع تقدمك في العمر، تقل قدرة الجهاز المناعي على القيام بهذه العملية، وتبقى هذه الخلايا في الجسم.
ماذا تفعل خلايا الزومبي؟
يقول بول روبينز، المدير المساعد لمعهد بيولوجيا الشيخوخة والتمثيل الغذائي، إن هذه الخلايا تطلق جزيئات معينة يمكن أن تسبب الالتهاب وتضر الخلايا الأخرى، كما ربط باحثون بينها وبين نمو الخلايا السرطانية.
ورغم ذلك يقول الدكتور روبينز، يُنظر إلى الشيخوخة على أنها آلية مضادة للسرطان لأنها تمنع الخلايا التي ربما أصبحت غير طبيعية من الاستمرار في التكاثر.
هل لدى الجميع خلايا زومبي؟
بحسب روبينز فإنها موجودة لدى كل البشر، ويزداد عبء الخلايا لدى الفرد مع تقدم العمر، وقد يعاني كبار السن أو الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة بصورة أكبر.
تتوقف الخلايا عن الانقسام بعد انقسامها عدة مرات أو تكتسب الكثير من الطفرات، بحيث تصبح عرضة لخطر أن تصبح غير طبيعية أو تسبب المرض للشخص.
كيف ترتبط خلايا الزومبي بالشيخوخة؟
تصبح خلايا الزومبي أكثر انتشارًا مع تقدم العمر، ويوضح الدكتور روبينز: “يتخلص جهازك المناعي من هذه الخلايا عندما تكون صغيرًا، ولكن عندما تكبر، لا يمكنه إزالتها بشكل فعال”.
توصلت الأبحاث إلى أن الحد من هذه الخلايا يمكن أن يساعد في إطالة عمر الفئران على الأقل.
وتمكن الدكتور جان فان ديورسن من Mayo Clinic وفريقه البحثي من القضاء على خلايا الزومبي في الفئران الحية.
وفي بحث لاحق، وجد الفريق أن إزالة خلايا الزومبي من الفئران يطيل متوسط عمرها بنسبة 17 إلى 42%، اعتمادًا على جنس الفئران ونظامها الغذائي وخلفيتها الجينية.
المفتاح لحياة أطول
هل يمكن أن تكون دراسة خلايا الزومبي هي المفتاح لعيش حياة أطول؟ هذا ما يعتقده الأطباء الآن.
يقول سانتوش كيساري، طبيب الأعصاب في مركز بروفيدنس سانت جون الصحي في سانتا مونيكا: “إذا فهمنا سبب حدوث خلايا الزومبي وكيفية عكسها، فلدينا القدرة على تطويع الشيخوخة لنكون بصحة أفضل وضعف أقل”.
يشير الدكتور روبينز إلى أن خلايا الزومبي “مترابطة” مع “أشياء أخرى تتسبب في تدهور صحتنا مع تقدمنا في العمر”، وتشمل هذه الأشياء الخلل الوظيفي في الخلايا الجذعية، والتغيرات في التمثيل الغذائي، والخلل الوظيفي في الميتوكوندريا، التي تولد الطاقة في الجسم.
ويضيف الدكتور روبينز: “إذا تأثر أحد هذه الأشياء، فإن الآخرين يتأثرون أيضًا. بمعنى إذا كان بإمكانك استهداف خلايا الزومبي والقضاء عليها، فقد تتحسن عملية التمثيل الغذائي والطاقة لديك”.
لقاح واعد لسرطان البنكرياس.. متى سيكون جاهزًا؟
كيف تسعى ألمانيا لتصبح أكبر منتج للرقائق الإلكترونية في أوروبا؟