تقنية

طب الفضاء.. ما هو وكيف يستفيد منه البشر؟

تستهدف رحلة رواد الفضاء السعوديين، التي انطلقت اليوم إلى محطة الفضاء الدولية، إجراء الأبحاث العلمية لدراسة مدى تأثر جسم الإنسان بطبيعة الأجواء المختلفة في الخارج.

ومن المقرر أن يقضي طاقم الرحلة المكون من 4 أفراد من بينهم ريانة برناوي وعلي القرني، 10 أيام على متن المحطة الدولية للفضاء، قبل العودة إلى الأرض.

كان الإطلاق تم بنجاح في الساعات الأولى من صباح اليوم، على متن صاروخ فالكون 9، من إنتاج شركة “سبيس إكس”، والذي انطلق من مركز كينيدي الفضائي في ولاية فلوريدا الأمريكية.

التجارب البحثية

وخلال الرحلة، سيجري رواد الفضاء 4 تجارب بحثية في علوم الخلية، بقيادة مستشفى الملك فيصل التخصصي، بالتعاون مع الهيئة السعودية للفضاء.

ووفق ما نشرته وكالة الأنباء الرسمية، تتضمَّن التجارب الأربع اختبارًا لـ (استجابة الخلايا المناعية للالتهاب في الفضاء)، ورصدًا لنشاط آلاف الجينات في الخلايا المناعية المتعرضة للالتهاب مع مرور الوقت.

كما تشمل التجارب رصد التغييرات الناتجة في عمر الحمض الريبونووي المراسل (mRNA) بين الفضاء والأرض، ومحاكاة استجابة الالتهاب للعلاج الدوائي باستخدام نموذج خلايا مناعية.

ما هو طب الفضاء؟

كانت بداية ولادة مجال طب الفضاء في خمسينيات القرن الماضي، الذي درس في بدايته التأثيرات الفسيولوجية للجاذبية الصغرى على جسم الإنسان وكذلك الإشعاع والعزلة.

وكسائر الفروع الطبية، أخذ هذا المجال في التطور بمرور الوقت والأبحاث التي أثجريت خلال الرحلات الفضائية المختلفة.

وكان الهدف وراء تطوير طب الفضاء نابع من دعم وجود البشر في بيئة غير صالحة للحياة البشرية، وكذلك فهم تأثر الرواد فسيولوجيًا بطبيعة هذه البيئة.

وفي عام 1948، وضع  الطبيب والعالم الألماني هوبرتوس ستروغولد، مصطلح طب الفضاء، وأصبح أول أستاذ لطب الفضاء في كلية طب الطيران في الولايات المتحدة.

وكان للعالم الألماني – الذي اتُهم بعد وفاته بالضلوع في بعض جرائم الحرب وجُرد من تكريماته – الفضل في تطوير بدلة الضغط التي يرتديها رواد الفضاء.

وفي الوقت الحالي، لم ينجح طب الفضاء في دعم الوجود المستمر للرواد في محطة الفضاء الدولية، فلا يستطيعون الاستمرار في الخارج سوى لبضعة أيام.

ولذلك تبرز أهمية رحلات الاستكشاف وإجراء التجاري، بغرض تأهيل المحطة الدولية بمرافق جديدة تمكنها من إجراء العمليات الجراحية في الجاذبية الصغرى، أو بآلات التشخيص المتقدمة مثل تلك الموجودة في معظم المستشفيات هنا على الأرض.

حلول مبتكرة

وتُعد الجاذبية الصفرية ومتطلبات الطاقة والحجم من أهم الحدود التي تمنع النقل المباشر للتكنولوجيا الطبية من الأرض إلى الفضاء، وهذه القيود نفسها تخلق حوافز لإيجاد حلول مبتكرة.

وتتجه جهود الرحلات إلى الفضاء في الوقت الحالي نحو تطوير روبوتات جراحية بحجم أصغر ويمكن أن تعمل عن بُعد، وكذلك التقنيات التي تعمل على تقليل وقت النقاهة ومنع العدوى، خصوصًا وأن الجاذبية الصغرى في الفضاء تُعد بيئة خصبة بنمو وتكاثر البكتيريا والفيروسات وتزيد من شراستها.

كما يمكن للبحث العلمي الذي يتم إجراؤه في الفضاء أن يساهم بشكل كبير في إيجاد لقاحات فعالة للأمراض على الأرض، إذ تحسّن الطب على الأرض من خلال بعض التقنيات التي دُرست في الفضاء أولًا.

وقال الباحث في مجال طب الفضاء، الدكتور بدر شيرة، إن تجربة المملكة نحو الفضاء، تستهدف دراسة تأثير بيئة الفضاء منخفضة الجاذبية وعالية الإشعاع على جسم الإنسان وتحديدًا الدماغ والجهاز العصبي.

وأضاف خلال لقاء عبر “قناة الإخبارية”، “ندرس تحديدًا هيكل الدماغ وتدفق الدم إليه والكهربية والضغط داخل الدماغ باستخدام أجهزة حديثة بعضها يُستخدم لأول مرة في الفضاء”.

وتابع: “كما ندرس أيضًا مؤشرات الدم التي تعبر عن صحة الجسم، ويقوم الرواد في البداية بجمع العينات وعمل الجزء الأول من التجربة على الأرض قبل السفر إلى الفضاء، وذلك لتوفير عينة مبدئية لمقارنتها مع العينات الأخرى”.

واستكمل “يتم في الفضاء عمل الجزء الثاني من التجربة ذاتها، لدراسة تأثير بيئة الفضاء على الجسم والدماغ، وبعد العودة إلى الأرض يتم إجراء الجزء الثالث لدراسة مدى تكيف الجسم بعد العودة”.

أبرز الاختراعات التي نتجت عن أبحاث الفضاء

محطة الفضاء الدولية.. ربع قرن من الاستكشاف

رحلة الرواد إلى الفضاء.. أهم الخطوات القادمة بتوقيت المملكة

المصادر :

spacesafetymagazine /