فن

أبو الريحان البيروني.. كيف اكتشف أمريكا “نظريًا” دون أن يتحرك من مكانه؟

قبل ألف عام، اعتقد أبو ريحان البيروني (973م – 1052م) الباحث والفلكي المسلم في آسيا الوسطى، أن الأرض تدور حول الشمس، وهذا أحد إنجازاته الكثيرة المعروفة التي يُذكر بها، لكن علماء وأكاديميين يرون اليوم أنه يستحق الذكر أيضًا لاكتشافه قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية “نظريًا” قبل كريستوفر كولومبوس (1451م – 1506م) بمئات السنين.

يقول البروفيسور س. فريدريك ستار – رئيس معهد آسيا الوسطى والقوقاز في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة – إن أدوات البيروني لم تكن قوارب خشبية تعمل بالمجاديف والأشرعة، لكنه تسلح بمزيج بارع من المراقبة والفِراسة، والبيانات الكمية المجمعة بدأب والمنطق الصارم، كل هذا دفعه لاكتشاف الأمريكتين كما نعرفهما.

في أبحاثه لتحديد قِبلة الصلاة بدقة، سجّل البيروني إحداثيات الأماكن التي زارها، وجمع بيانات عن آلاف المستوطنات الأوروبية الآسيوية من مصادر أخرى، وبعد رسمه لعالمنا المعروف – ربما على كرة يبلغ ارتفاعها 5 أمتار قيل أنه بناها – وجد أن ثلاثة أخماس سطح الأرض لم يُحسب مصيرها.

يقول البروفيسور ستار إن الطريقة الأكثر شيوعًا لتفسير هذه الفجوة الهائلة هي استدعاء التفسير الذي يعتقده جميع الجغرافيين من العصور القديمة، وهو أن كتلة اليابسة مُحاطة بـ” محيط عالمي ” لكن البيروني رفض هذا وخلص إلى أن واحدة أو أكثر من اليابسة يجب أن تقع بين أوروبا وآسيا، وكتب “لا يوجد ما يمنع وجود الأراضي المأهولة”.

لا يتفق الجميع مع وجهة نظر البروفيسور ستار، إذ يقول ناثان سيدولي، مؤرخ العلوم بجامعة واسيدا في طوكيو: لا نقول إن أحدًا اكتشف شيئًا لمجرد افتراض وجوده، لذلك لا أعرف لماذا يجب أن نقول إن البيروني “اكتشف” الأمريكتين.

لكن روبرت فان جينت، المتخصص في تاريخ علم الفلك في جامعة أوتريخت الهولندية، يقول: “بافتراض أن المقاطع الرئيسية في نصوص البيروني قد تمت قراءتها بشكل صحيح، لا أرى أي سبب لاستبعاده من قائمة” مكتشفي” أمريكا الأوائل.

يقول موقع science عن البيروني: كان أحد كوكبة علماء آسيا الوسطى الذين قادوا “النهضة الشرقية” الممتدة على مدى 7 قرون، من حوالي 800 إلى 1500 م، بإسهامهم في علم المثلثات، واختراع الإسطرلاب، وتأسيس الطب الحديث.

هل يسقط اقتصاد أمريكا بحلول شهر يونيو المقبل بسبب نفاد السيولة؟

لماذا يُهدد كُتّاب أمريكا بالإضراب؟

هل منعت أمريكا بيع “النسكافيه” في أسواقها؟