اختتم القادة العرب، منذ قليل، أعمال الدورة العادية الثانية والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية “قمة جدة”، وتم إعلان البيان الختامي لها تحت مسمى “إعلان جدة”.
ووفق ما نقلته “واس” فإن قادة الدول العربية أكدوا أهمية تعزيز العمل العربي المشترك المبني على الأسس والقيم والمصالح المشتركة والمصير الواحد.
واتفق المشاركون على ضرورة توحيد الكلمة والتكاتف والتعاون في صون الأمن والاستقرار، وحماية سيادة الدول وتماسك مؤسساتها، والمحافظة على منجزاتها، وتحقيق المزيد من الارتقاء بالعمل العربي.
وشددوا على أهمية الاستفادة من المقومات البشرية والطبيعية التي تحظى بها المنطقة العربية، للتعاطي مع تحديات العصر الجديد بما يخدم الأهداف والتطلعات نحو مستقبل واعد للشعوب والأجيال القادمة.
أبرز ما تضمنته بنود البيان الختامي:
القضية الفلسطينية
تم التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية للدول العربية باعتبارها أحد العوامل الرئيسة للاستقرار في المنطقة، وإدانة الممارسات والانتهاكات التي تستهدف الفلسطينيين في أرواحهم وممتلكاتهم ووجودهم كافة.
كما تم التأكيد على ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، وإيجاد أفق حقيقي لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين، وفقاً للمرجعيات الدولية وعلى رأسها مبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة، وتجسيد استقلال دولة فلسطين وعاصمته القدس الشرقية.
الأوضاع في السودان
أكدت القمة ضرورة التهدئة وتغليب لغة الحوار وتوحيد الصف، ورفع المعاناة عن الشعب السوداني، والمحافظة على مؤسسات الدولة الوطنية، ومنع انهيارها والحيلولة دون أي تدخل خارجي في الشأن السوداني.
واعتبار اجتماعات جدة التي بدأت في 6 مايو الجاري بين الفرقاء السودانيين، خطوة مهمة يمكن البناء عليها لإنهاء هذه الأزمة وعودة الأمن والاستقرار إلى السودان وحماية مقدرات شعبه.
عودة سوريا للجامعة العربية
أعلنت القمة ترحيبها بالقرار الصادر عن اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، الذي تضمن استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات مجلس الجامعة والمنظمات والأجهزة التابعة لها.
وعبرت عن أملها في أن يسهم ذلك في دعم استقرار الجمهورية العربية السورية، ويحافظ على وحدة أراضيها، واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي، ومساعدتها على تجاوز أزمتها.
استقرار اليمن
جددت القمة تأكيدها على دعم كل ما يضمن أمن واستقرار الجمهورية اليمنية ويحقق تطلعات الشعب اليمني الشقيق، ودعم الجهود الأممية والإقليمية الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية.
كما جددت دعمها لمجلس القيادة الرئاسي في اليمن، لإحلال الأمن والاستقرار والسلام في اليمن بما يكفل إنهاء الأزمة اليمنية.
الشأن اللبناني
أعرب المشاركون عن تضامنهم مع لبنان، وحث الأطراف اللبنانية كافة للتحاور لانتخاب رئيس للجمهورية يرضي طموحات اللبنانيين وانتظام عمل المؤسسات الدستورية وإقرار الإصلاحات المطلوبة لإخراج لبنان من أزمته.
التدخلات الخارجية
شددت القمة على ضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية والرفض التام لدعم تشكيل الجماعات والميليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق مؤسسات الدولة.
وأكدت أن الصراعات العسكرية الداخلية لن تؤدي إلى انتصار طرف على آخر، وتفاقم معاناة الشعوب وتدمر منجزاتها، وتحول دون تحقيق تطلعات مواطني دولنا.
التنمية والاستقرار
أكدت القمة أن التنمية المستدامة والأمن والاستقرار والعيش بسلام، حقوق أصيلة للمواطن العربي، ولن يتحقق ذلك إلا بتكاتف الجهود وتكاملها، ومكافحة الجريمة والفساد بحزم وعلى المستويات كافة.
الموارد والتحديات
وأكد البيان الختامي على أن توافق الرؤى والخطط القائمة على استثمار الموارد والفرص، ومعالجة التحديات، قادرة على توطين التنمية وتفعيل الإمكانات المتوفرة، واستثمار التقنية من أجل تحقيق نهضة عربية صناعية وزراعية شاملة تتكامل في تشييدها قدرات الدول.
وهذا الأمر يتطلب ترسيخ التضامن وتعزيز الترابط والوحدة لتحقيق طموحات وتطلعات الشعوب العربية.
ثقافة الحوار والتسامح
عبرت القمة عن التزامها بالقيم والثقافة العربية القائمة على الحوار والتسامح والانفتاح، وعدم التدخل في شؤون الآخرين تحت أي ذريعة مع التأكيد على احترام قيم وثقافات الآخرين، وسيادة واستقلال الدول وسلامة أراضيها.
وشددت على ضرورة احترام التنوع الثقافي الذي يساهم في إثراء لقيم التفاهم والعيش المشترك، ورفض هيمنة ثقافات دون سواها، واستخدامها ذرائع للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.
الهوية العربية
وأكد البيان على أهمية السعي لتعزيز المحافظة على ثقافتنا وهويتنا العربية الأصيلة لدى أبنائنا وبناتنا، وتكريس اعتزازهم بقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا الراسخة.
بالإضافة إلى بذل كل جهد ممكن في سبيل إبراز موروثنا الحضاري والفكري ونشر ثقافتنا العريقة؛ لتكون جسرا للتواصل مع الثقافات الأخرى.
دعم المملكة
وتضمن البيان تثمين حرص واهتمام المملكة، بكل ما من شأنه توفير الظروف المناسبة لتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي في المنطقة، وخصوصاً فيما يتعلق بالتنمية المستدامة بأبعادها الثقافية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية.
وتمت الإشارة إلى بعض المبادرات التي أطلقتها المملكة خلال سنة رئاسة المملكة للقمة العربية 32، والتي من شأنها أن تسهم بدفع العمل العربي المشترك في المجالات الثقافية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ومنها:
*مبادرة تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.. والتي تستهدف أبناء الجيل الثاني والثالث من المهاجرين العرب.
*مبادرة الثقافة والمستقبل الأخضر.. والتي تهدف إلى رفع مستوى التزام القطاع الثقافي في الدول العربية تجاه أهداف التنمية المستدامة.
*مبادرة استدامة سلاسل إمداد السلع الغذائية الأساسية للدول العربية.. والتي تعتمد بشكل أساسي على مجموعة من الأنشطة وتوفير فرص استثمارية ذات جدوى اقتصادية ومالية تساهم في تحقيق الأمن الغذائي لدول الوطن العربي.
*مبادرة البحث والتميز في صناعة تحلية المياه وحلولها.. بغرض تحفيز البحث العلمي والتطبيقي والابتكار في صناعة انتاج المياه المحلاة وحلول المياه للدول المهتمة والمحتاجة.
*مبادرة إنشاء حاوية فكرية للبحوث والدراسات في الاستدامة والتنمية الاقتصادية.. والتي من شأنها احتضان التوجهات والأفكار الجديدة في مجال التنمية المستدامة وتسليط الضوء على أهمية مبادرات التنمية المستدامة في المنطقة العربية.
لماذا حضر الرئيس الأوكراني قمة جامعة الدول العربية في جدة وماذا قال؟
ماضون للسلام ولن نسمح بالصراعات.. ماذا قال ولي العهد خلال افتتاح القمة العربية في جدة؟