تواصل المملكة جهودها للإبقاء على مكانتها الرائدة في عمليات فصل التوائم السيامية، إذ تُجرى اليوم العملية رقم 56 لفصل التوأم النيجيري الملتصق “حسانة وحسينة”.
وبدأت الجراحة التي يُجريها الدكتور عبد الله الربيعة، صباح اليوم الخميس، بعد توجيهات من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، في مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض، تحت إشراف فريق طبي مكون من 35 استشاريًا وأخصائيًا.
إنجازات البرنامج السعودي
خلال 33 عامًا، استطاع البرنامج السعودي لفصل التوائم السيامية تحقيق العديد من الإنجازات، إذ أجرى 55 عملية ناجحة.
وشهد عام 1990 وتحديدًا في 31 ديسمبر، أول عملية يتم إجراؤها بقيادة المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية رئيس الفريق الدكتور، عبد الله بن عبد العزيز الربيعة.
ومنذ أن تأسس البرنامج السعودي أشرف على تقييم 130 حالة من 23 دولة في 3 قارات، وكانت آخر عملية أجراها هي فصل التوأم السيامي اليمني “سلمان وعبدالله”.
مسيرة المملكة
وفي تصريحات سابقة لـ “واس” قال الربيعة إن رحلة المملكة مع فصل التوائم بدأت منذ عام 1992، عندما أُجريت عملية فصل التوأم “سماح وهبة”.
وتكللت العمية بالنجاح وعاش التوأم في المملكة حتى وصلا إلى الجامعة، ومن ثم حصلتا على الماجستير.
وخلال هذه الأعوام، استقبلت المملكة توائم ملتصقة من جنسيات ودول عديدة، وذلك انطلاقًا من دورها الإنساني.
آلية عمل البرنامج السعودي
يقوم البرنامج بتقييم حالة كل توأم على حدة، لبيان حالته ووضعه الصحي والأعضاء التي يشترك فيها مع الآخر، بحسب الربيعة.
ومن خلال هذا التقييم يتم تحديد طبيعة الفريق الطبي الذي سيشارك في الجراحة، فإذا كان الالتصاق من الصدر، يتم وقتها الاستعانة بفريق طبي متخصص في الصدر، وإذا كان في العمود الفقري فيتم الاستعانة بالفريق المتخصص وهكذا.
وساهمت الكفاءات الطبية الوطنية عالية المستوى، والتجهيزات والأجهزة الحديثة وفق آخر ما توصل إليه العلم في هذا المجال الجراحي الدقيق، في تمكين المملكة من إجراء هذا العدد من جراحات فصل التوائم بكفاءة عالية.
ولا تقف مهمة البرنامج السعودي عند عملية الفصل فقط، بل يتولى الفريق النفسي المتخصص متابعة حالة التوائم بعد عملية الفصل، خصوصًا وأن التوائم السيامية تحتاج إلى كثير من الأمور بعد العملية منها: المتابعة الدورية لوجود متغيرات فيزيائية تحتاج إلى استمرار متابعة الفريق الطبي الذي أجرى العملية.
كما يتواصل الفريق النفسي مع الفريق المختص المشرف على العملية حال إذا كان التوائم يُقيم في بلد آخر، وذلك لمتابعة آثار العملية عليهما في ظل “صدمة الانفصال ما بعد العملية”، التي قد تصيب التوأم بسبب الرابط النفسي بينهما طوال فترة الحمل وما قبل إجراء العملية.
إضافة خبرات
وانطلاقًا من رغبة المملكة في تحقيق أقصى درجات التقدم في هذا المجال، فإن البرنامج مستمر في إضافة الكوادر الطبية والوطنية في كل عملية جديدة.
ويملك البرنامج فريقاً أول وثانياً وصفاً ثالثاً، إلى جانب تقديم نخبة من الأطباء السعوديين محاضرات علمية، كا ينشر بحوث متعلقة بفصل التوائم في عديد من الدول.
وتعكس هذه الخطوات تفرد المملكة في هذا التخصص الجراحي الدقيق، من حيث المستوى والكفاءة الكبيرين، كما تعكس حجم الخبرة والدراية التي باتت تمتلكها المملكة في مجال فصل التوائم السيامية.
المملكة تحقق المركز الثاني عالميًا في نمو عدد السياح الدوليين
صور وفيديو| التوائم السيامية.. لماذا تحدث هذه الظاهرة؟
ما هي اختبارات “جاهزية” التي أطلقتها هيئة تقويم التعليم والتدريب؟