غالبًا ما يخلط كثيرون بين التعاطف والشفقة، عندما نتحدث عما نشعر به، لكن هناك فروقات بينهما، نرصدها في هذا الموضوع.
الشفقة تنطوي على فهم مشاعر شخص ما من وجهة نظرنا، أما التعاطف فيكون في الشعور بمشاعرهم من وجهة نظرهم.
الشفقة مقابل التعاطف
على الرغم من استخدام كلتا الكلمتين في المواقف التي تنطوي على مشاعر، إلا أنه لا يمكن استخدامهما بالتبادل لأن لهما معاني مختلفة.
يتمثل الاختلاف الرئيسي بين الشفقة والتعاطف في الطريقة التي نعبر بها عن مشاعرنا ونختبرها تجاه موقف شخص ما.
عرّف قاموس علم النفس التابع لجمعية علم النفس الأمريكية، الشفقة بأنها مشاعر القلق الناتجة عن إدراك معاناة أو حزن شخص آخر.
أما التعاطف فهو فهم الشخص من إطار مرجعيته الخاصة، أو تجربة مشاعر ذلك الشخص وتصوراته وأفكاره بشكل غير مباشر.
الفهم من وجهات نظر مختلفة
الشفقة تعني سماع أخبار سيئة لشخص ما، ومشاركة مشاعرنا حيال ذلك، والشعور بالأسف تجاهه.
لكن عندما نمارس التعاطف، فإننا نغوص في عمق عواطفهم ونتصور أنفسنا في مكانهم، ولا يتعلق الأمر بما نشعر به حيال تجربتهم، بل نحن نضع أنفسنا مكانهم، ونتظاهر بأننا نمر بما يمرون به ونشعر بمشاعرهم.
على سبيل المثال، إذا أخبرك صديقك أن شخصًا عزيزًا عليه قد توفي مؤخرًا، فأنت تشفق عليه وتقدم له العزاء.
ولكن إذا كنت تريد التعاطف معه، فستتخيل نفسك مكانه وأن شخصًا عزيزًا عليك أنت قد توفي، وتستحضر المشاعر المؤلمة لهذا الموقف.
أيهما أفضل: الشفقة أم التعاطف؟
لا توجد أفضلية لأحد على حساب الآخر، الأمر يعتمد على السياق ومعرفة متى تستخدم الشفقة أو التعاطف، وكلاهما ضروري في الحياة.
التعاطف ضروري لبناء علاقات عميقة مع الآخرين، فإذا كنت غير قادر على فهم وجهة نظر شخص آخر، فقد يكون من الصعب التواصل بشكل فعال وحل المشكلات معًا.
على سبيل المثال، إذا كنت تتشاجر مع شريكك، فقد يكون من الصعب حل النزاع إذا كنت غير قادر على التعاطف مع وجهة نظره، وبدلًا من التفكير سويًا للتوصل إلى حل، فإنك تركز على محاولة إقناع الآخر بأنك على حق مما يخلق فجوة أكبر في العلاقة.
أما الشفقة فهي تنطوي على اتخاذ إجراءات، على عكس التعاطف الذي يتعلق فقط بالشعور بمشاعر الآخرين.
الشفقة تخلق الرغبة في مساعدة الآخرين وتتضمن اتخاذ إجراءات في هذا الأمر، مثل المساعدة في تخفيف آلامهم ومعاناتهم.
على سبيل المثال، إذا تعرض صديقك لحادث، فإن الشفقة تتضمن مساعدته على أداء المهمات، وتذكيره بمواعيد العلاج، وإدراك احتياجاته.
كيف تكون متعاطفًا ومشفقًا؟
إليك بعض النصائح لممارسة هذه المهارات لمساعدتك على أن تكون أكثر تعاطفًا وأكثر شفقة في المواقف الحياتية.
تعلم كيفية قراءة الإشارات غير اللفظية، وبدلًا من المبادرة بتقديم النصائح غير المرغوب فيها، ضع نفسك في موقفهم وحاول أن تتخيل ما يحتاجون إليه.
تدرب على الاستماع الفعال، واطرح الأسئلة، واعمل على فهم ما يشعر به الشخص الآخر، وفكر في كيفية تشكيل ظروفك لمعتقداتك وقيمك وأحكامك ووجهات نظرك.
اخلق توازنًا بين ما يشعر به الأشخاص الآخرين، وبين وجهات نظرك أنت.
نتائج مؤشر الصحة النفسية في المملكة لعام 2022