شكلت بوابات الرياض قديمًا تاريخ المدينة الضارب في عمق التاريخ، ومن بينها بوابة الثميري، التي كانت المدخل الشرقي لقصر الحكم.
بوابات الرياض القديمة
وثّق كتاب “مدينة الرياض عبر أطوار التاريخ” لحمد الجاسر، تاريخ أسوار مدينة الرياض الحصينة، وبواباتها الممتدة على امتداد السور، الذي كان يطلق عليه السكان “الحامي”، ويقول: “مدينة الرياض كانت محاطة بسور مبني من الطين واللبن، أقامه الملك عبد العزيز بعد استعادتها سنة 1319 هـ واستغرقت مدة بنائه أربعين يومًا، وفيه أبواب المدينة في جوانبها وجهاتها”.
أحاط بالرياض من جهة الشرق (باب الثميري) نسبة إلى رجل من أهل حريملاء، قتل عند هذا الباب في عهد قيام الدولة السعودية في دورها الأول. ومن جهة الشمال (باب آل سويلم)، وهو منسوب إلى أسرة معروفة بهذا الاسم من أشهر أسر المدينة وأعرقها لسكنها جوار هذا الباب.
ومن ناحية الجنوب أحاطها (باب دخنة) المجاور لبئر تعرف بهذا الاسم كان يستقى منها ماء الشرب، ومن جهة الغرب (باب المذبح) لكون الجزارين والقصابين يذبحون الإبل والبقر والغنم خارجه، ثم ينقلون الذبائح إلى داخل البلدة، أما من ناحية الجنوب الغربي فكان هناك (باب الشميسي) المتصل بمحلة من المحالات خارج المدينة، تحمل هذا الاسم.
وأورد المستشرق “جون فلبي” وصفًا للسور وبواباته عندما زار الرياض عام 1335هـ “أنها كانت محاطة تمامًا بسور سميك من الطوب والطين المجفَّف، يبلغ ارتفاعه 25 قدمًا، وتعترضه حصون وأبراج حراسة دائرية في غالبيتها، تميل قليلًا عند القمة، وهناك القليل منها مربع أو مستطيل الشكل، ويتراوح ارتفاعها بين ثلاثين وأربعين قدمًا، وتبرز عمومًا خارج خط السور لسهولة الأغراض الدفاعية، ويوجد بالسور عدد من “البوابات” المحصنة”.
بوابة الثميري
البوابة التي تطل على شارع الملك فيصل حاليًا، كانت أحد المداخل الرئيسية للرياض، حين كان سور المدينة القديم لا يزال قائمًا، وقد أعيد بناء البوابة مع جزء من السور في مواقعها الأصلية مع الحرص على أسلوب بنائها السابق وبمواد البناء التقليدية، ضمن المرحلة الثانية من مشروع تطوير منطقة قصر الحكم.
وقديمًا، كانت البوابة تفضي إلى طرق متعرجة ومحال صغيرة وبيوت مكونة من طابقين، ومثلت مدخلًا لأهم الشرايين التجارية في المنطقة، حيث اكتسب الشارع النافذ عبر البوابة اسم “الثميري”.
واختلفت مصادر عديدة حول أصل تسمية البوابة باسم “الثميري”، فمنها ما يرجع التسمية إلى رجل من أهل حريملاء، وبعضها أرجع أصل التسمية إلى واقعة (دلقة) بين الإمام محمد بن سعود وبمعيته أهل حريملاء والدرعية وغيرهم، وبين دهام بن دواس حيث قتل في تلك الموقعة جمع من الرجال ومنهم حسن الثميري وإليه نسبت البوابة، وشُيدت في المكان الذي قتل فيه.
وأرجعت رواية أخرى سبب التسمية إلى أن حارسها في أوائل عهد الملك عبد العزيز كان يُدعى “الثميري”، في حين أن البوابة عرفت قديمًا باسم “باب المروة” و”بوابة الأحساء”.
من الخشب إلى النحاس.. الجدار القبلي وحاجز المقصورة الشريفة بالمسجد النبوي في حُلّة جديدة
بني قبل 13 قرنًا.. تجديد مسجد البيعة في مشعر منى ضمن مشروع الأمير محمد بن سلمان
القائمة المادية لمواقع التراث العالمي في السعودية المدرجة على قائمة اليونسكو