تشهد المملكة العربية السعودية تحولاً كبيراً نحو الاعتماد على الطاقة المتجددة، حيث تعتبر هذه الخطوة جزءاً من رؤية 2030، التي تهدف إلى تطوير الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة من خلال تعزيز القدرات الصناعية والتحول إلى مجتمع متكافل وذكي.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على أبرز مشروعات السعودية لدعم البيئة وتحقيق رؤية 2030.
الطاقة المتجددة
بفضل ما تتمتع به المملكة من إمكانات هائلة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح للمملكة وبفضل استثماراتها الاستراتيجية في التقنيات المستدامة، تم إطلاق مشاريع مميّزة لتنويع مصادر الطاقة من خلال تحسين مزيج الطاقة في المملكة. كما تلتزم المملكة العربية السعودية بالاستثمار على نحو استراتيجي في التقنيات المستدامة، بحيث تصل نسبة الطاقة المستهلكة من المصادر المتجدّدة إلى 50% بحلول عام 2030م.
وتعد مشاريع الطاقة المتجددة أحد المحركات الرئيسية لتحقيق الاستدامة التي ستساهم في تجنب الانبعاثات الكربونية، وإزاحة الوقود عالي القيمة في توليد الكهرباء.
مشروع سكاكا للطاقة الشمسية
تعد محطة سكاكا للطاقة الشمسية أحد المشاريع الوطنية الرائدة في السعودية في مجال الطاقة المتجددة، وهي أول محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية المتجددة في المملكة، وتبلغ قدرة المحطة الشمسية الكلية 300 ميجاوات.
تتكون المحطة من 1.2 مليون لوح شمسي، أقيمت على مساحة 6 كلم2، وجرى اختيار وتأمين تخصيص موقعها بعناية من قبل فريق فني سعودي متخصص، وذلك لتحقيق أعلى جودة ممكنة لإنتاج الطاقة الكهربائية.
محطة دومة الجندل لتوليد طاقة الرياح
تقع محطة دومة الجندل في شمال غرب المملكة، وتم تصميمها لتوليد طاقة الرياح باستخدام 99 توربيناً هوائية عملاقة، حيث يبلغ ارتفاع البرج الواحد حوالي 80 متراً، بينما يبلغ قطر الدائرة التي تشكلها شفرات التوربين حوالي 129 متراً، وبذلك يصبح إجمالي قدرة توليد الطاقة من هذه المحطة حوالي 400 ميجاواط، وهو ما يكفي لتوفير الطاقة الكهربائية لأكثر من 75 ألف منزل في المملكة.
حماية البيئة والحفاظ عليها
تحتضن المملكة العربية السعودية العديد من الموائل الخاصة والمحميات الطبيعية، كما يشرف المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية على مجموعة مكونة من 15 محميّة موزعة في مختلف مناطق المملكة.
ساحل البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية هو موطن لبعض الشعاب المرجانية الأكثر مرونة في العالم، لذا تعمل شركة البحر الأحمر للتطوير، بالشراكة مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية على وضع حجر الأساس لبناء وجهة سياحية مستدامة، وقيادة الجهود للحفاظ على المنظومات اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ اﻟﺒﻜﺮ التي تتمتع بالتنوع البيولوجي البحري على هذا الساحل.
كما تعمل الشركة على حماية الحياة البحرية والموائل عبر مجموعة من المبادرات تشمل التخطيط المكاني البحري وتصنيف السلاحف التي تقطن هناك، وتهدف الشركة إلى تحقيق فائدة صافية بنسبة 30% بحلول عام 2040م، وبصمة خالية من الكربون من خلال منع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من دخول الغلاف الجوي.
مدنٌ خضراء متناغمة مع الإنسان
تعد مدينة “ذا لاين” الذكية الواقعة في منطقة نيوم، مقاربة لم يسبق لها مثيل للتوسع الحضري، وهي عبارة عن تطوّر عمراني طولي الشكل على امتداد 170 كم، حيث يربط العديد من المجتمعات المحلية ببعضها بشكل فائق مع أحياء متكاملة تحفز على المشي بحدائقها العامة ومناظرها الطبيعية.
ستُجسّد مبادئ المسؤولية البيئية في لوائح الأعمال في مدينة “ذا لاين” لتعزيز الممارسات القائمة على التنمية المستدامة ومصادر الطاقة المتجددة، حيث سيتم دعمها بالطاقة المتجددة بنسبة 100%، ستمكن مدينة “ذا لاين” المجتمعات المحلية من العيش في وئام مع الطبيعة، التي تجمع بتناغم المساحات المفتوحة والمتنزهات والحدائق والبيئة الطبيعية والإنتاج الغذائي المستدام.
كما تشكل مبادرتي “السعودية الخضراء” (SGI) و”الشرق الأوسط الأخضر” (MGI) معًا خارطة طريق طموحة لا تقود المملكة فحسب، بل وتُسيّر الجهود في المنطقة نحو الاستدامة. ستعمل هذه المبادرات على تقليل الانبعاثات، وزراعة 50 مليار شجرة، وحماية الطبيعة في الأرض والبحر.
على سبيل المثال، ستشهد مبادرة السعودية الخضراء إعادة تأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، وزيادة نسبة المناطق المحمية في جميع أنحاء المملكة إلى أكثر من 30% من إجمالي مساحة الأرض، أي 645,000 كيلومتر مربع، وهو ما يوازي حجم دولة كبيرة.
مشروع تحلية المياه المالحة باستخدام الطاقة الشمسية
يتمثل التأثير الاقتصادي للمشروع في تقليل التكاليف الناتجة عن إعادة توجيه الطاقة الطبيعية لبيعها في الأسواق العالمية لتعظيم الدخل. كما يتمثل التأثير البيئي بإزالة نسب عالية من الانبعاثات الكربونية التي تنشأ بسبب تطبيقات ضخمة الاستهلاك في المملكة، مثل التحلية والتبريد والتكييف وإنتاج الطاقة، وذلك تماشيًا مع أهداف رؤية السعودية 2030 في الاعتماد على الطاقة النظيفة والحد من الانبعاثات الكربونية.
يتكون المشروع من محطة فرعية لتحلية المياه باستخدام تقنيات التناضح العكسي، ومحطة فرعية لإنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام الألواح الكهروضوئية الشمسية. تتميز محطة التناضح العكسي باستخدام تقنيات طورتها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لتمكنها من تحلية المياه بأعلى كفاءة وأقل تكلفة ممكنة، لتكون سعة التحلية في المحطة 60 ألف م3 في اليوم الواحد. ويمكن للمحطة الوصول إلى ذروة إنتاج تصل إلى 90 ألف م3 من المياه يوميًا. وتمدّ محطةُ الطاقة الشمسية محطةَ التحلية بـ 10 ميجا واط من الكهرباء يوميًا.
عقوبة الحصول على مال من الضمان الاجتماعي بغير وجه حق
حافلات مكة.. إنجاز فريد برقم قياسي جديد
نمو سجلات مدن التسلية والألعاب.. أبرز أرقام الربع الأول من 2023