قال “أنطونيو جوتيريش” الأمين العام للأمم المتحدة، إن حل مشكلات أفغانستان أمر يصعب على المنظمة القيام به، وكل من يعتقد بقدرتنا على التدخل في تشكيل حكومة أفغانية شمولية واهم.
وأضاف “جوتيريش” في تصريحات لوكالة “رويترز”، أن الأمم المتحدة لن تستطيع أن تفعل ما فشلت فيه القوى الدولية بعدما دخلت أفغانستان وأنفقت مليارات الدولارات واستعانت بالاف الجنود والقادة العسكريين على مدى 20 عامًا وخرجت منها دون حل المشكلات المتراكمة.
الأزمة الإنسانية والتحاور مع “طالبان”
وتابع الأمين العام للأمم المتحدة قائلًا:” هناك من يعتقد بأننا قادرون على فعل شيء باعتبارنا الجهة الدولية الوحيدة المتواجدة هناك، بعد انسحاب القوات الأمريكية وسيطرة “طالبان” على البلاد، ولكن في الواقع نحن لا نملك السيطرة على الحركة ولا يمكننا التأثير في قراراتها”.
وشدد “جوتيريش” على أن الأمم المتحدة، لا تملك القوات عسكرية ولا الأموال للقيام بما فشل فيه الاخرون خلال عقدين من الزمن.
وأكد أن كل ما سبق لا يعني أن الأمم المتحدة لن تبذل قصارى جهدها لمحاولة تحسين أوضاع أفغانستان، خاصة انها على مشارف أزمة إنسانية كبيرة، وهو ما قد يدفعنا للتتحاور مع طالبان لإنقاذ حوالي 36 مليون نسمة.
[two-column]
أكثر من نصف سكان أفغانستان كانوا يعتمدون على المساعدات الإغاثية حتى قبل تولي “طالبان” مقاليد الأمور في البلاد، ومن المتوقع زيادة الحاجة للمساعدات خلال الفترة المقبلة، في ظل نقص السلع الأساسية والجفاف وسط تحذيرات دولية من خطر المجاعة
[/two-column]
لا تنتظروا منا المعجزات
وأشار “جوتيريش” إلى نقطة يرها هامة، وهي أن “طالبان” لن تقبل بأن يكون لمنظمة الأمم المتحدة أي دور فيما يتعلق بالتشكيل الحكومي والأداء السياسي داخليًا
وطرح رؤيته بإمكانية استخدام المساعدات الإنسانية كأداة للمساعدة في إقناع طالبان باحترام الحقوق الأساسية، ومنها حقوق النساء والفتيات.
واختتم الأمين العام تصريحاته قائلا:” لا تنتظروا منا المعجزات”.
يذكر أن أكثر من نصف سكان أفغانستان كانوا يعتمدون على المساعدات الإغاثية حتى قبل تولي “طالبان” مقاليد الأمور في البلاد، ومن المتوقع زيادة الحاجة للمساعدات خلال الفترة المقبلة، في ظل نقص السلع الأساسية والجفاف وسط تحذيرات دولية من خطر المجاعة.
وكانت عدة دول قد تعهدت بتقديم أكثر من 1.1 مليار دولار، لمساعدة الشعب الأفغاني خلال الأيام القلية المقبلة.
ويعتبر ملف أفغانستان حاليًا من أهم الملفات التي تشغل الرأي العام العالمي، وخاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية منها، وسيطرة حركة “طالبان” على مقاليد الحكم في البلاد.