شهدت الخرطوم اليوم السبت اشتباكات مسلحة بين عناصر قوات الدعم السريع التي يقودها الفريق أول محمد حمدان دقلو الشهير بـ”حمديتي”، وعناصر الجيش بقيادة “عبد الفتاح البرهان”، وهو ما أثار مخاوف دولية من دخول السودان في نفق مظلم يعرقل العملية الانتقالية في البلاد، ولكن ما هي قوات الدعم السريع التي تسببت في اندلاع الأزمة؟
ظهرت قوات الدعم السريع لأول مرة في المشهد السياسي السوداني، عام 2013، وهي عبارة عن ميليشيات مسلحة تتكون من عناصر تسمى الجنجويد.
ما هي عناصر “الجنجويد”؟
ميليشيات الجنجويد كانت تقاتل في السابق نيابة عن الحكومة السودانية في حرب دارفور في عهد الرئيس السوداني الأسبق عمر البشير، وهي عناصر تواجه اتهامات بارتكاب جرائم حرب في “دارفور”، ويقدر عددها حاليًا بـ” 10 ألف مقاتل” ينتشرون في مختلف أنحاء البلاد.
ميليشيات “الجنجويد” التي أصبحت تسمى عناصر الدعم السريع يقودها الفريق أول محمد حمدان دقلو الشهير بـ”حمديتي”.
التعريف القانوني لقوات الدعم السريع
قوات الدعم السريع تقدم نفسها على أنها قوات عسكرية قومية التكوين تعمل تحت إمرة القائد العام، وتستهدف إعلاء قيم الولاء لله والوطن، كما أنها من المفترض أنها تتقيد بمبادئ القوات المسلحة، وأنها تعمل بموجب قانون أجازه المجلس الوطني في عام 2017.
الانفصال والاستقلال
في عام 2019، وتحديدًا في شهر يوليو تم تعديل قانون قوات الدعم السريع بحذف مادة منه تلغي خضوعه لأحكام قانون القوات المسلحة، وبالتالي أصبحت مستقلة عن الجيش وتحولت بشكل واضح إلى ميليشيا أو قوة مسلحة موازية في البلاد.
تم استخدام قوات الدعم السريع في العديد من المهام أبرزها مكافحة الهجرة غير النظامية على الحدود، وتوسعت بفضلها نفوذ “حميدتي” وأسرته، وتوسعوا في تعدين الذهب وتجارة الماشية.
دور بارز في المشهد السوداني على مر السنين
في عام 2019 وتحديدًا في شهر أبريل، ساهمت قوات الدعم السريع في الاطاحة بنظام الرئيس الأسبق عمر البشير، وفي نفس العام قام “دقلو” بتوقيع اتفاقية لتقاسم السلط، وهو الاتفاق الذي جعله يتقلد منصب نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الحاكم، والذي يقوده الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
كانت عناصر الدعم السريع لاعب رئيسي في المشهد السوداني في أحداث أكتوبر 2021، وهي الأحداث التي عرقلت المرحلة الانتقالية وقتها وإجرا الانتخابات الرئاسية في البلاد.
نفوذ واسع ومطالب بالاندماج
نفوذ قوات الدعم السريع توسع كثيرًا، وهو ما دفع الجيش السوداني للمطالبة باندماج عناصرها في الجيش النظامي للبلاد خاصة بعد زيارة “حميدتي” لروسيا عشية هجومها على أوكرانيا، بل وأبدى استعداده للسماح بانشاء قاعدة تابعة لموسكو على ساحل البحر الأحمر.
مطالب اندماج قوات الدعم السريع في الجيش كانت فتيل الأزمة، فكانت مصدرًا للتوترات مع الجيش فالمفاوضات تعثرت كثيرًا وآخرها تعطل عملية توقيع كانت مقررًا لها الأول من أبريل الجاري.
اشتباكات السودان .. “البرهان” و”حمديتي” يتبادلان الاتهامات .. ومخاوف دولية من صراع أوسع
منها أنه بديل لدماغ البشر.. مفاهيم خاطئة عن الذكاء الاصطناعي