تزيّن المساجد التاريخية منطقة القصيم، والتي يحرص المصلون وزوار المنطقة على زيارتها وأداء الصلوات المفروضة فيها، وبين أبرزها جامع خادم الحرمين الشريفين ببريدة.
سُمّي سابقًا بجامع بريدة فقط؛ لأنه المسجد الوحيد الذي كان أهل بريدة يصلون فيه جميعًا حتى عام 1366 هجرية، فلما تعدّدت الجوامع أطلق عليه اسم “الجامع الكبير” للتفريق بينه وبين نظرائه.
رحلة التطوير
يعد جامع خادم الحرمين الشريفين بمدينة بريدة في مقدمة المساجد التاريخية التي تزخر بها المنطقة، وأحد أقدم المساجد، حيث يعود تاريخه إلى عام 1313 هجرية، حين قام الشيخ محمد بن سليم رحمه الله ببنائه وعمارته العمارة الأولى.
في عام 1359 هجرية، بُني على نفقة الملك عبدالعزيز رحمه الله، وفي عام 1376 هجرية صدر أمر الملك سعود رحمه الله ببنائه وعمارته بالأسمنت المسلح.
التطوير الأخير تم في عام 1416 هجرية لما بُني على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله.
دور الجامع العلمي
ولم يكن المعمار وجماليته الاستثناء الوحيد الذي يتمتع به هذا الجامع، بل كان للدور العلمي الرائد مكانة ملموسة.
لجامع خادم الحرمين الشريفين أكبر الأثر في نشر الثقافة الإسلامية وإثراء الحركة العلمية في مدينة بريدة في تلك الحقبة من الزمن حتى عصرنا الحاضر، مما جعل بريدة تعيش أجواءً علمية مزدهرة وقد خرج أفذاذ من هذا الجامع، فسطعت أسماؤهم في سماء العلم والمعرفة.
قاد الحركة العلمية في بريدة المشائخ من آل سليم، الذين كان لهم الأدوار العلمية والقضائية بالقصيم خلال نصف قرن من الزمان، وكانت تعقد مجالس الفقهاء في هذا الجامع، فيعجّ بطلاب العلم في الحلقات، لينهلوا لينهلوا من أنهار الشريعة ويستعطرون بعبق السنة.
الجامع يؤدي دوره بعد أكثر من قرن
لا يزال الجامع يعد من الشواهد العمرانية لمحافظة بريدة، حيث يتوسط سوقها القديم الذي لازال محافظًا على اجتذاب المتسوقين رغم إحاطته بالمراكز التجارية الحديثة.
ويقام في المسجد الصلوات الخمس وصلاة الجمعة وصلوات الأعياد والتراويح والقيام كما يحتوي على مصلى خاص بالنساء، إضافة إلى سفر إفطار الصائمين في شهر رمضان المبارك، كما تتوفر أيضًا مداخل لذوي الاحتياجات الخاصة.
باحثة تروي تاريخ “دكة الأغوات” و”سجن الأغوات” في المسجد النبوي