السعودية

الهدر الغذائي في المملكة.. حجم الأزمة ووسائل حلّها

تعاني المملكة كما العديد من دول العالم من مشكلة هدر الأغذية، حيث لا يُستفاد بكميات كبيرة من الطعام، مما يؤدي إلى آثار بيئية واقتصادية سلبية، لذا تم إطلاق البرنامج الوطني للحد من الفقد والهدر الغذائي “لتدوم“، في محاولة لنشر التوعية والحد من الأزمة.

في هذا التقرير، نسلط الضوء على حجم الهدر الغذائي في المملكة، وأسباب المشكلة، وسبل حلّها، ونوضح لم التعامل معها بجدية ضروري للغاية.

إحصائيات عن إجمالي الهدر في المملكة

– 40 مليار ريال قيمة الهدر سنويًا.

– 33% نسبة هدر الغذاء بالمملكة.

– 2 مليون طن و330 ألف كيلوجرام من الطعام، هو حجم الهدر سنويًا.

– 184 كيلوجرامًا نسبة مساهمة الفرد في الفقد والهدر الغذائي سنويًا.

– نسبة الهدر الغذائي في الخبز تصل إلى 25%، ويُهدر غالبًا في المنازل والمستشفيات والمخابز والمطاعم والفنادق وقاعات المناسبات.

– 16% هي نسبة الهدر في الدواجن.

– 557 ألف طن إجمالي الفقد والهدر من الأرز.

– يمثل الفقد والهدر بالدقيق والخبز نسبة 30% من إجمالي المُشترى سنويًا.

– 137 ألف طن تُهدر من التمور سنويًا، بنسبة 21.5% من الإنتاج.

– الهدر من الخضروات يتمثل في 67 ألف طن من البطاطس، و14 ألف طن من الكوسة، و97 أف طن من الطماطم، و12 ألف طن من الجزر.

إهدار الطعام في المملكة العربية السعودية

كميات هائلة من اللحوم تُهدر سنويًّا

تعد اللحوم من الوجبات الرئيسية، ولكن تُفقد وتُهدر بكميّات كبيرة سنويًا في المملكة، فتُقدّر كمية الدواجن المهدرة بأكثر من 444 ألف طن.

ويبلغ إجمالي حجم الهدر في الأغنام أكثر من 22 ألف طن، في مقابل أكثر من 13 ألف طن من الإبل، وأكثر من 69 ألف طن من الأسماك، فيما يتخطى إجماليه 41 ألف طن بالنسبة للحوم الأبقار.

هدر الطعام (اللحوم) في المملكة العربية السعودية

لماذا يُهدر الطعام؟

لخّص البرنامج أسباب هدر الأغذية في ثلاثة عوامل رئيسية، أولها الشراء بكميّات كبيرة، حيث الفرد أو الأسرة لن تستهلك أكثر من طاقتها، فيتم التخلّص من بقية الطعام الجاهز، وحتى الأطعمة التي يمكن حفظها قد تنتهي صلاحيتها قبل استهلاكها.

السبب الثاني الرئيسي في هدر الطعام هو الاستغلال الخاطئ للعروض، فقد يشتري المستهلك منتجًا لا يرغب به بسبب خصم على ثمنه أو عرض على مجموعة منتجات وقد لا يستفيد منه إطلاقا، وأخيرًا التحضير بكميات تفوق الحاجة، خاصة في الولائم في مختلف المناسبات.

هدر الطعام في المملكة العربية السعودية (الدواجن)

لماذا يجب الحد من هدر الطعام؟

مشكلة عدم الاستفادة الكاملة من الغذاء المتوفر ليست قاصرة على المملكة أو عدد قليل من البلدان، فبحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “فاو”ن في كل عام، تُفقد نسبة 14% تقريبًا من الأغذية في العالم بعد الحصاد وفي سلسلة التوزيع قبل البيع بالتجزئة.

ووفقًا لبيانات “فاو”، تُهدر نسبة 17% إضافية من الأغذية المتاحة للمستهلكين، ويستحوذ الفاقد والمهدر من الأغذية على نسبة تتراوح بين 8% و10% من انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم.

توضح المنظمة أنه يتم توليد ثاني كسيد الكربون في كل مرحلة من مراحل نظام الإمدادات الغذائية من الإنتاج إلى المناولة والنقل والتخزين والتوزيع، بمعزل عما إذا كانت الأغذية المنتجة مستهلكة أم لا، مما يترك بصمة كربونية واضحة.

يؤدي تعفن الفاقد من الأغذية في مرامي النفايات والمكبات في الهواء الطلق إلى تفاقم ملحوظ لانبعاثات الغزات الدفيئة وتساهم الغازات الدفيئة في عدم استقرار المناخ وتعريضه لتغير بيئي حاد وظواهر مناخية تُنذر بالخطر.

الخطر لم ينته عند هذا الحد. تؤثر هذه الظروف المناخية غير المستقرة سلبًا على غلّات المحاصيل، وتحدّ من الجودة الغذائية للمحاصيل وتحدث اختلالات في سلاسل الإمداد تهدد الأمن الغذائي.

في المقابل، يؤدي الحد من فقدان الأغذية وهدرها دورًا رئيسيًا في تحويل النظم الزراعية والغذائية، فهو من شأنه أن يحسّن الإنتاجية، ويضمن كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، ويساهم في النمو الاقتصادي ويعود بالنفع على المجتمع ككل.

 ممارسات يجب اتباعها للحد من هدر الغذاء

يقدّم برنامج “لتدوم” نصائح باستمرار للحد من مشكلة هدر الطعام، والتي تجب أن يقوم بها الجميع لتتكامل حتى نصل إلى نسبة هدر أقل ما يمكن.

دور الفرد في الحد من الهدر

– تقديم النصيحة والتوجيه في حالات الهدر.

– نشر الوعي بأن الكرم لا يعني الهدر.

– توضيح الآثار السلبية للهدر.

دور الفرد في مواجهة هدر الطعام في المملكة العربية السعودية

طرق تحد من الهدر داخل المنازل

– استهلاك المنتجات قريبة انتهاء الصلاحية.

– تحديد الاحتياجات وإعداد الوجبات قبل الطبخ.

– الطبخ بكميات محددة وليس بالنظر.

– تخزين الأطعمة والمنتجات بالطرق المناسبة.

طرق للحد في الهدر في المطاعم

– اطلب كميات تناسب مقدار جوعك.

– استغل العروض للتوفير بعيدًا عن الهدر.

– شارك الأطباق.

– تجنّب مقولة “الزود ولا المقصف”.

أساليب تطيل صلاحية الأطعمة وتحد من الهدر

– التجفيف: سحب الماء من الأطعمة يقلل من البكتيريا.

– التمليح: وضع كميات من الملح يعيق تكوّن الكبتيريا.

– التجميد: وضع الأكل في الفريزر يبطئ نمو البكتيريا.

– التعليب: عزل الطعام عن الأكسجين يقتل البكتيريا.

– التبريد: وضع الأغذية في الثلاجة يعزلها عن البكتيريا.

توعية دينية للحد من هدر الغذاء

لجأ البرنامج الوطني للحد من الهدر والفقد “لتدوم” إلى تحفيز المواطنين من خلال التوعية الدينية، فقال المتحدث عنه، المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء، الشيخ عبدالله المنيع، قال إن الهيئة العامة للأمن الغذائي تهدف إلى معالجة ما هو ملاحظ من “عدم العناية بنعم الله”.

وأضاف المنيع، أن “شكر الله على نعمه يكون من خلال المحافظة عليها، وعلينا أن نحمد الله على تلك النعم بألا نهدرها، بل نعمل على أكل وشرب واستخدام ما نحتاج إليه، وما يزيد عن ذلك نحتفظ به، إما لإيصاله إلى الفقراء والمساكين أو منحه للجمعيات الخيرية”.

هل تختلف السعرات الحرارية بين الغذاء العضوي وغير العضوي؟.. الدكتور فهد الخضيري يوضح

هل مسموح باستخدام الحشرات في الأطعمة داخل المملكة؟.. “الغذاء والدواء” ترد

الزراعة العمودية.. تحديات وآمال بشأن مستقبل الغذاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *