صحة

ماذا لو استمر شعورك بالفراغ النفسي لفترة طويلة؟ وكيف تتخلص منه؟

الفراغ النفسي

إنه ذلك الشعور الغريب في الصدر، يصعب وصفه فهو أشبه بالثقل لكنه مكون من هواء، قد لا تعرف سببه فلم يحدث معك شيء يسبب لك الضيق فتحتار إن كان حزن، أم كآبة، أم ملل فقد يكون قليلا من كل ذلك، فهذا الشعور غير المألوف يسمى “الشعور بالفراغ” وقد يطلق عليه آخرون اسمًا آخر، وفي الحالات الطبيعية قد يستمر الشعور بالفراغ بضعة أيام ثم يختفي من تلقاء نفسه.

وينصح باستشارة أخصائي الصحة النفسية والعقلية إن استمر الأمر لمدة أسبوعين أو أكثر.

أسباب الشعور بالفراغ

قد يزور الشعور بالفراغ الشخص على هيئة إحساس بالوحدة أو ارتباك بشأن الحياة والأهداف أو عدم وجود الدافع لمتابعة أي شيء في الحياة، وهو أمر طبيعي يحدث للغالبية من وقت لآخر، وتتعدد مسبباته مثل تغيير المستويات الهرمونية ، أو فقدان الوظيفة أو موقف حدث في الحياة.

كما حدد الخبراء سببًا آخر للشعور بالفراغ هو عدم حل مشكلات في الماضي تسبب لك حزن دفين دون علمك مثل المرور بتجربة مؤلمة لم يتم حلها في الطفولة أو الشعور بالتخلي عن أحد أفراد الأسرة.

 

وفي حالات محددة يكون الشعور بالفراغ مرتبطًا بالحالة العقلية مثل الإصابة بالاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب أو اضطراب ما بعد الصدمة، ولا يمكن تحديد الحالة إلا من قبل أخصائي الصحة العقلية فقط لتشخيصها بدقة.

أسباب استمرار الفراغ ونتائجه

يقول الخبراء إن الشعور بالفراغ لفترات طويلة قد يفقد الشخص الاتصال مع نفسه مما يترتب عليه عدم وجود نظرة ثاقبة للحياة، المعروف لدى الناس بالعيش دون هدف أي لا يعرف الشخص ما يريد أن يصبح أو ما يريد تحقيقه في الفترة القادمة، أي عدم وجود أحلام محددة لتحقيقها.

ومن العوامل المؤدية لاستمرار الشعور بالفراغ المستمر أيضًا الاهتمام بالآخرين كثيرًا وإهمال أنفسهم ووضع احتياجاتهم الخاصة جانباً لفترة طويلة، حتى وإن كان إسعاد الآخرين يجعلهم سعيداء فالنفس تحتاج للاهتمام والرعاية أيضًا، وعندما تتم تلبية احتياجاتها، تصبح أكثر استعدادًا لمساعدة ودعم الآخرين.

وفي هذا الصدد تؤكد كايتلين سلايت، أخصائية الزواج والأسرة في دورهام بولاية نورث كارولينا، أن التخلي عن الذات، وعدم استماع الفرد إلى آماله ورغباته، قد يزيد الشعور بالفراغ.

 

كما أوضحت دراسة في جامعة هارفرد أن عدم وجود علاقات قوية مع الآخرين في حياة الإنسان من أبرز دوافع استمرار الشعور بالفراغ.

وأشار الخبراء إلى أن الفراغ قد يكون جزءًا من الاكتئاب حيث يحل الفراغ مكان الحزن لدى المصاب بالاكتئاب.

أساليب التخلص من الفراغ

يعتبر تحديد سبب الفراغ هو أو طرق العلاج والتخلص منه، فعلى سبيل المثال إن كان الفراغ ناتجًا عن صدمة فيكون الاستعانة بمتخصص لعلاج آثار الصدمة هو الحل، أوقد يساعدك العلاج النفسي في الكشف عن بعض الأسباب التي دفعتك الفراغ.

ويكون الاعتراف بوجود فراغ في حياتك من أهم خطوات العلاج، فالكثير يرفضون فكرة وجود فراغ في حياتهم ويسيطر عليهم شعور بأنهم أقوياء وليسوا بحاجة للمساعدة، وهو ما يؤدي لتفاقم المشكلة.

ومن سبل التخلص من الفراغ أيضًا تخصيص وقت يومي لنفسك، للتفكير والتأمل في أحوالك النفسية، وألا تقع في فخ الهروب من استكشاف الذات بشغل وقتك دائمًا بالخروج مع الأصدقاء أو لعب ألعاب الفيديو والأمور المشابهة.

ومن التوصيات التي قدمها الخبراء أن تطرح عددًا من الأسئلة على نفسك فإجاباتها تساعدك على تقييم حالتك:

هل كنت أحكم على نفسي أو أقارن نفسي بالآخرين؟

هل أقول لنفسي أشياء إيجابية؟ أو هل أميل إلى ملاحظة الإخفاقات أو أسمي نفسي بأسماء؟

هل تتم مراعاة مشاعري في علاقاتي ، أم أنني أقوم بتقليل ما أشعر به؟

هل أعتني بنشاط باحتياجاتي الجسدية والصحية؟

هل اتجهت نحو السلوكيات أو الإدمان لتجنب مشاعري؟

هل أركز فقط على احتياجات شخص آخر أو أشخاص آخرين؟

ما الذي أحاول إثباته أو الفوز به؟

هل ألوم نفسي أو أشعر بالذنب حيال أشياء خارجة عن إرادتي؟

هل أظهر لنفسي التعاطف كما أفعل مع صديق مقرب أو أحد أفراد الأسرة؟

هل أؤكد نفسي في قراراتي وأحترم آرائي الشخصية؟

مرحلة ما بعد تقييم الذات

عند الانتهاء من محاولة استكشاف الذات، يكون التواصل مع الآخرين مفيدًا خاصة مع الأفراد الذين تكون قادرًا على الوثوق بهم والإفصاح عن مشاعرك دون خجل أو خوف من تغير نظرتهم تجاهك.

كما يفيد اتباع نظام حياة صحي في التخلص من الفراغ، وذلك من خلال تناول وجبات مغذية ، والحصول على قسط كافٍ من النوم ، وممارسة الرياضة. يمكن أن يؤدي الجوع والتعب أحيانًا إلى تفاقم المشاعر السلبية، وقد يكون للممارسة اليوجا تأثير إيجابي في التخلص من الاكتئاب والقلق، حيث يمكن الاستعانة بتمارين اليوجا والتأمل الموجودة على “YouTube” أو باستخدام التطبيقات المتخصصة لذلك.

وأكدت “سلايت” أن امتداح الذات لها أثر إيجابي على تعزيز الثقة بالذات وتحسين الحالة النفسية.

وفي نهاية الأمر أكد الخبراء أنه في حال تجربة كل تلك الأمور لفترة طويلة دون جدوى أو بدء ظهور أفكار تتعلق بإيذاء نفسك أو إيذاء الآخرين، يصبح الاستعانة بأخصائي الصحة العقلية أمرًا مهمًا لا يمكن الاستغناء عنه.

“الوطني للصحة النفسية” يطالب بالتوقف عن استقبال هدايا شركات الأدوية

نتائج مؤشر الصحة النفسية في المملكة لعام 2022

“تيك توك” يستحدث خاصية جديدة لحماية الصحة النفسية