التمرين عنصر أساسي لنمط حياة صحي، قد يساعدك النشاط البدني المنتظم في التحكم في وزنك، وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري، وتقوية العضلات والعظام.
ومع ذلك، في بعض الأحيان، لا بد من ممارسة التمارين بحذر، ويُعتبر الصيام هو إحدى تلك الحالات.
توخي الحذر
بشكل عام، لا ضرر في التمرن خلال الصيام، خصوصًا إذا كنت بصحة جيدة، كما يقول ويليام ديكسون، طبيب طوارئ وأستاذ مساعد إكلينيكي في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا.
ولكن في نفس الوقت، حذر ديكسون بعض الفئات من ممارسة الرياضة أثناء الصوم، ومنهم: المصابون بمرض الشريان التاجي (حالة تكافح فيها الشرايين لتوصيل الدم والأكسجين والمواد المغذية إلى القلب)، وكذلك أولئك الذين يتناولون أدوية لارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري.
ويقول إن هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة للأزمات القلبية عندما يرتفع معدل ضربات قلبهم، ويجب أن يتجنبوا التمارين القاسية، لأن الصيام يمكن أن يجعل النشاط البدني أكثر إرهاقًا، وبالتالي يعرضهم لخطر المضاعفات أكثر مما لو لم يكونوا صائمين.
أما المصابون بداء السكري من النوع 2، الذين يتناولون أدوية لزيادة حساسية الأنسولين أو خفض مستويات السكر في الدم، أو الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 1 والذين يتناولون الأنسولين، يتعرضون لخطر انخفاض نسبة السكر في الدم بشكل كبير إذا قضوا فترات طويلة دون تناول الطعام.
ويُعرف ذلك باسم نقص السكر في الدم، وتشمل الأعراض الرعشة والتعرق وسرعة ضربات القلب والغثيان والصداع، وفقًا لجمعية السكري الأمريكية (ADA).
يقول ديكسون إن التمرين في حالة الصيام قد يسبب أو يزيد من نقص السكر في الدم لدى مرضى السكري.
وفي الوقت نفسه، قد يعاني أولئك الذين يتناولون أدوية ضغط من الدوران أثناء ممارسة الرياضة خلال الصيام، خصوصًا إذا لم يشربوا كمية كافية من الماء.
نمط التمرين
بالنسبة لأي شخص صائم ويخطط لممارسة الرياضة، من المهم أن يضع في اعتباره أن التدريبات منخفضة الكثافة وقصيرة المدة هي خيارات أفضل من التدريبات الطويلة أو عالية الكثافة.
ويمكن استخدام تصنيف مقياس الجهد المتصور (RPE) للمساعدة في قياس شدة التمرين، كما يقول ماثيو أكيتا، اختصاصي فيزيولوجيا التمارين في مستشفى الجراحة الخاصة في مدينة نيويورك.
ويختبر الجهاز شدة التمرين على مقياس من 0 إلى 10، وتوصي عيادة كليفلاند باستهداف مستوى جهد 4 أو أقل خلال الصيام، وهو ما يتوفر في خيارات مثل المشي وركوب الدراجات والسباحة واليوغا.
ولا مشكلة في ممارسة الرياضة في الأجواء الحارة أو الباردة أثناء الصيام، ولكن يجب اتخاذ الاحتياطات لضمان السلامة، مثل تزويد الجسم بالطاقة بشكل صحيح قبل البدء في الصيام، والتأكد من الحصول على قدر كافٍ من المياه والنوم.
ومن المهم تناول نظام غذائي متوازن بمجرد انتهاء الصيام، وهذا يعني ما يكفي من السعرات الحرارية لتلبية احتياجاتك، ومجموعة كاملة من الفيتامينات والمعادن، إلى جانب البروتينات الكاملة مثل اللحوم والبيض والحليب، وكذلك الفواكه والخضروات والكربوهيدرات.
أنواع الصيام
تختلف أنواع الصيام، فبعضها يدوم بضع ساعات فقط مثل شهر رمضان، والبعض الآخر يمتد لأسابيع.
ويُعتبر الصيام الذي يمتد لمدة 24 ساعة أو أكثر، والصيام الذي تٌقيد فيه السعرات الحرارية والمواد المغذية مثل العصير، والصيام الذي يُمنع فيه شرب المياه، هي أنواع تكون ممارسة الرياضة خلالها غير آمنة.
ولكن ممارسة الرياضة أثناء الصيام المتقطع، الذي يتم لأسباب تتعلق بالصحة أو فقدان الوزن، آمنة بشكل عام، إذ يختار بعض الأشخاص قصر تناول الطعام على فترة واحدة من 6 إلى 8 ساعات يوميًا، والصيام لمدة 16 ساعة المتبقية.
وهناك نوعًا آخر من الصيام المتقطع، يفضل فيه الأشخاص تناول الطعام بشكل طبيعي خمسة أيام في الأسبوع، ويقتصرون على وجبة واحدة من 500 إلى 600 سعرة حرارية في اليومين الآخرين.
ارتداء الساعة أثناء ممارسة الرياضة.. لماذا يجب أن تتخلى عنها؟
ما هو أفضل وقت خلال اليوم لممارسة الرياضة للرجال والنساء؟.. دراسة تجيب
