انتخب الحزب الوطني الأسكتلندي أمس الاثنين “حمزة يوسف” زعيمًا جديدًا له، ليصبح أول شخص ملون وأول مسلم يقود إسكتلندا، وهي دولة يبلغ عدد سكانها 5.5 مليون نسمة.
ومن جانبه قال “حمزة يوسف”، بعد فوزه في الانتخابات: “سأقود الحزب الوطني الأسكتلندي لصالح جميع أعضاء الحزب، وليس فقط أولئك الذين صوتوا لي، سأقود إسكتلندا لصالح جميع مواطنينا، بغض النظر عن الولاء السياسي”.
وهزم “يوسف”، منافسته “كيت فوربس”، الزعيمة ذات الميول المحافظة، في معركة انتخابية كشفت مدى انقسام الحزب الوطني الأسكتلندي، وأظهرت أيضًا مدى صعوبة مهمته من المملكة المتحدة إلى اسكتلندا.
وسيتولى “حمزة يوسف”، الذي هاجر أجداده من ولاية بنجاب الباكستانية، دوره كوزير أول خلال جلسة للبرلمان الاسكتلندي في إدنبرة اليوم الثلاثاء.
وتحدث “يوسف” في خطاب القبول الذي ألقاه عن تجربته في الهجرة: “لم يكن ليتخيل في أحلامه أنه سيكون في يوم من الأيام الوزير الأول لأسكتلندا”.
وتابع: “يجب أن نفخر جميعًا بأننا أرسلنا اليوم رسالة واضحة أن لون بشرتك، ومعتقداتك ليست عائقًا أمام قيادة البلد الذي نسميه الوطن”.
من هو “حمزة يوسف”؟
سبق وشغل “يوسف” عدة مناصب بارزة في الحكومة الاسكتلندية، أبرزها وزير النقل، ووزير العدل، ووزير الصحة، والآن سيصبح الوزير الأول للبلاد.
الرجل البالغ من العمر 37 عامًا هاجر والده الذي يحمل الجنسية الباكستانية مع أسرته إلى اسكتلندا في الستينيات، أما والدته فتنتمي إلى عائلة من جنوب آسيا في كينيا.
تلقى “حمزة يوسف” تعليمه في مدرسة “هاتشنسونس غرامر” الخاصة في غلاسكو، ثم أنهى دراسته الجامعية بكلية السياسة في جامعة غلاسكو.
محطات في حياته
عمل “يوسف” في بداية حياته في مركز اتصالات، ولكن سرعان ما أصبح مساعدًا برلمانيًا لـعضو البرلمان الاسكتلندي بشير أحمد، ومن بعده مساعدًا لأليكس ساموند.
في عام 2011 تم انتخاب “حمزة يوسف”، ضمن قائمة الحزب الوطني الاسكتلندي لمنطقة غلاسكو، وذلك قبل أن يعينه “ساموند” في منصب وزير أوروبا والتنمية الدولية بعد عام واحد فقط.
بعد حوالي 5 سنوات أي في عام 2016 فاز بمقعد دائرة غلاسكو بولوك من حزب العمال، مما جعله أول مرشح من الأقليات العرقية يفوز بمقعد في البرلمان الاسكتلندي، وأصبح وزيرًا للنقل، وفي عام 2018 تم تعيينه وزيرًا للعدل كجزء من التعديل الوزاري لحكومة “ستيرجن”.
من المعروف عن “حمزة يوسف” مناهضته للعنصرية، فكثيراً ما تحدث عن الإساءات العنصرية التي تعرض لها، وآخرها عندما اضطر للاتصال بالشرطة بعد تلقيه تهديدات، حسبما زُعم، في بداية التنافس على زعامة الحزب، وتم اعتقال رجل يبلغ من العمر 25 عامًا وامرأة تبلغ من العمر 35 عامًا، وتم توجيه اتهامات إليهما.
ومن أبرز التحديات التي تنتظر الزعيم المسلم صاحب الأصول الباكستانية، هي توحيد الحزب الوطني الاسكتلندي، والسماح بإجراء استفتاء اسكتلندي ثانٍ، على الاستقلال، وهو الأمر الذي قال عنه مكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بشكل قاطع أنه لن يتم قبوله.
درس الطيران وينتمي للعائلة المالكة.. من هو أول رائد فضاء سعودي؟