تحظى برامج المقالب بجماهيرية كبيرة حتى يومنا هذا، على الرغم من أن معظم الآراء تنتقد فكرتها العامة، وأنها تقوم على التنمر والسخرية من الآخرين وإلحاق الأذى بهم.
وكانت برامج المقالب أقل حدّة من الآن، ولكن مع استنفاذ الكثير من الأفكار وعلم الجمهور بالاتفاق بين منفّذيها والضيوف، أصبح صنّاعها في حاجة إلى رفع مستوى الخطر والتخويف لحثّ الجمهور على الاستمرار في المشاهدة.
برامج المقالب لا تُعجب المشاهدين!
كشفت دراسة للماجستير بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أجرتها باحثة تدعى رشا عبدالنبي، أن 90% من الجمهور المصري يشاهد برامج المقالب.
ومع ذلك، يرى 79% ممن قالوا إنهم يشاهدون هذه البرامج أنها لا تلتزم بالقيم الأخلاقية والاجتماعية، كما أنهم يرفضون ردود الفعل التي تصدر عن الضيوف، بما يشمل الضرب والسباب وتكسير المعدات والأجهزة.
وجدت الدراسة أن الجمهور يتابع هذه البرامج، على الرغم من أنه غير معجب بالمحتوى الذي تقدمه، وهو ما يظهر في آرائهم على منصات التواصل الاجتماعي سنويًّا.
لماذا يشاهد الناس برامج المقالب؟
رصد موقع “العلم” آراء مجموعة من المختصين في الطب النفسي وصناعة المحتوى حول دوافع الجمهور لمتابعة برامج المقالب، حتى مع رفضهم الممارسات التي تظهر على الشاشة ضمنها، وعلمهم بالاتفاق بين أطراف العرض.
يرى مختصون أن المشاهدين يلجأون إلى متابعة هذا النوع من البرامج لحاجتهم إلى الضحك؛ لأنها تغذّي الحاجة إلى مشاهدة الصراع الذي يخلق مواقف كوميدية، مثل عروض الكارتون المشهورة.
ويفسّر البعض ارتباط المشاهدين ببرامج المقالب بالإشارة إلى الرغبة النفسية للمشاهد للتعرف على الوجه الآخر للممثّل أو لاعب كرة القدم، أو أي شخصية مشهورة بشكل عام.
يظهر الممثل في معظم الأوقات بشخصية مكتوبة في إطار العمل الفني، وحتى عندما يشارك في البرامج الحوارية يحاول كسب ودّ جمهوره، أما في برامج المقالب يتعرض لأقصى درجات الضغط العصبي في بعض الأحيان، وهو ما يكشف للجمهور عن جانب خفي في شخصيته.
وبشأن رضا المشاهد بإذلال الضيف أو السخرية منه رغم أنه يرفض هذه الأفعال في المطلق، يشير محللون نفسيون أن الجمهور يقبل بذلك في برامج المقالب ولا يشعر بالتعاطف مع الضحية؛ لأنه يعلم أن الضيف قبض ثمن ما لحق به وجرى الأمر بالاتفاق مع صناع العمل، فيولّد شعورًا داخليًا بعدم التعاطف.
ومن جهة أخرى، يفضّل بعض المشاهدين مشاهدة الحلقات الخاصة بمشاهير يكرهونهم؛ لأنهم يحبون أن يروهم في موقف ضعف، بدلًا من ظهوره في أغلب الوقت بصورة المنتصر، وهو أمر شائع في الحلقات الخاصة بلاعبي كرة القدم.
وأخيرًا، تساهم الدعايا الضخمة لهذا النوع من البرامج في انتشاره، حيث تكثّف الجهات المنتجة لها الترويج لمشاهدتها عبر القنوات التلفزيونية ومنصات التواصل الاجتماعي وكل وسيلة ممكنة أخرى.
وتساعد النقاشات بين الجمهور على منصات التواصل الاجتماعي في رواج هذه البرامج، سواء المتعلقة بالحلقات وردود أفعال الضيوف، أو التي تدور حول طبيعة العمل وإن كان قد تم بالاتفاق بين الطرفين أو لا.