حتى أكثر الأزواج سعادة لا يَسلمون من الخلافات. لكن الموضوعات التي تتمحور حولها شجارات الأزواج تكشف الكثير عن الاحتياجات غير المُلبّاة في العلاقة. وفقًا لاستطلاع أجرته YouGov على 1000 بالغ أمريكي، وبناءً على دراسات نفسية للعلاقات الزوجية، هناك أربعة أسباب رئيسية تُشعل الخلافات بين الشريكين، نستعرضها سويًا في هذا المقال بالإضافة إلى حلولها.. لعلها تفيدنا في وقت لا يرى الإنسان الحب أو العِشرة الطيبة، ولكن يرى فقط العداوة والبغضاء بدافع الغضب والمشاحنة، والتي تؤدي في بعض الحالات المتطرفة إلى أبغض الحلال – لا قدر الله-.
كثيرًا ما يبدأ الخلاف بسبب نبرة حادة، تعليق ساخر، أو حتى لفة عين أثناء الحديث. قد يظن أحد الطرفين أن الأمر بسيط، لكن الطرف الآخر يشعر بالإهانة، لأن ذلك يعكس في العمق نوعًا من الاحتقار وهو من أكثر المؤشرات التي تتنبأ بالطلاق، بحسب الأبحاث.
لا ترد بالغضب. بدلًا من التصعيد، سمِّ الشعور الذي راودك: “أسلوبك هذا أشعرني بالاستهانة، هل يمكن أن نعيد الحديث بهدوء؟” وإذا كنت أنت من تسبّب في المشكلة، خذ لحظة واسأل نفسك: هل أنا محبط؟ غير مسموع؟ غاضب؟ التعرّف على مشاعرك هو الخطوة الأولى لتواصل صحي.
الجدال حول العائلة غالبًا ما يعكس اختلافات جوهرية أو شعور أحد الطرفين بالتهميش. قد يشعر أحد الشريكين بأن الآخر دائمًا يدافع عن عائلته، أو يتجاهل مشاعره، خاصة في قضايا تتعلق بتربية الأطفال.
ابدأ بالتطمين: “أحب عائلتي، لكنك شريكي، وسنجد معًا طريقة ترضينا نحن الاثنين.” ثم ضعوا حدودًا واضحة، واتفقوا على آلية للدعم المتبادل أمام الآخرين، حتى لو اختلفتم في الخفاء.
ليست المشكلة في الصحون المتراكمة أو الغسيل المتروك، بل في توزيع الأدوار غير العادل. عادةً، يتحمّل أحد الطرفين عبء الأعمال المنزلية، وعادة ما تكون المرأة هي هذا الطرف، كما اعتدنا في مجتمعاتنا العربية.. إلى جانب المهام الخفية مثل تنسيق المواعيد أو الاهتمام بشؤون الأسرة ما يُعرف بـ”العبء غير المرئي”.
سمِّ هذا العبء. مجرد الاعتراف: “ما كنت أدري أنك تتحمل كل هذا، شكرًا”، يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا. ثم أعيدوا توزيع المهام بشكل واقعي ومستدام، بما يشعر كل طرف أنه جزء من الفريق.
عندما يحتد النقاش حول “كيف” يتحدث الشريكان مع بعضهما، يكون أصل المشكلة قد تلاشى وسط سوء الفهم.
فمثلًا، يبدأ الخلاف حول تقسيم المهام، لكنه ينقلب إلى اتهامات متبادلة ونقد وصمت.
اتفقوا على “كلمة سرّ” تُستخدم حين يبدأ النقاش بالخروج عن السيطرة مثلًا “وقت مستقطع”. وعند العودة، ابدأوا بمحاولة الفهم قبل التعبير: “أريد أن أفهم سبب انزعاجك، ثم أشاركك وجهة نظري.”