تنتظر الكثير من القوى الدولية حدوث تغيرات كبيرة في المشهد العالمي، خاصة في ظل الصراعات المشتعلة في مناطق متفرقة من العالم، ويشمل هذا الحرب التي يشنها كيان الاحتلال على الفلسطينيين بغزة والضفة الغربية ورغبته في محو القضية.
مطامع ضم الضفة الغربية تتزايد
توسع النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية بشكل كبير منذ بدء الحرب الحالية في 7 أكتوبر 2023.
ومع فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية يتطلع بعض المدافعين عن المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة إلى دونالد ترامب لتحقيق حلم فرض السيادة على المنطقة التي يعتبرها الفلسطينيون قلب الدولة المستقبلية.
تغيرت الضفة الغربية بسبب النمو السريع للمستوطنات اليهودية منذ عودة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على رأس ائتلاف قومي يميني متطرف قبل عامين.
خلال تلك الفترة، أدى انفجار في عنف المستوطنين إلى فرض عقوبات أمريكية.
وفي الأسابيع الأخيرة، رفعت أعلام كيان الاحتلال على قمم التلال التي يطالب بها بعض المستوطنين في وادي الأردن بالضفة الغربية، مما زاد من مخاوف العديد من الفلسطينيين المحليين من سيطرة أكبر على تلك المناطق.
واحتفل المستوطنون بترشيح ترامب لمجموعة من المسؤولين المعروفين بآرائهم المؤيدة للاحتلال، ومن بينهم السفير مايك هاكابي، وهو مسيحي إنجيلي قال إن الضفة الغربية ليست تحت الاحتلال ويفضل مصطلح “المجتمعات” على “المستوطنات”.
وعلى مدى الشهر الماضي، روج وزراء حكومة الاحتلال والمدافعون عن المستوطنين، الذين أقاموا علاقات مع اليمين المسيحي الأمريكي، بشكل متزايد في تصريحاتهم العامة لفكرة “استعادة السيادة” على الضفة الغربية التي كانت هامشية في السابق.
ولم تعلن حكومة “نتنياهو” عن أي قرار رسمي بهذا الشأن، ورفض متحدث باسم مكتبه التعليق على الزخم حول القضية.
نظرة على موقف “ترامب”
حسب تحليل نشرته وكالة “Reuters”، ليس من المؤكد بأي حال من الأحوال أن “ترامب” سيدعم خطوة تعرض للخطر طموح واشنطن الاستراتيجي للتوصل إلى اتفاق أوسع لتطبيع علاقات الاحتلال بدول في المنطقة، والتي ترفض، مثل معظم دول العالم، سيادة الكيان على الضفة الغربية.
وقال دينيس روس، المفاوض السابق في الشرق الأوسط للإدارات الديمقراطية والجمهورية، استنادًا إلى تقييمه الخاص لاعتبارات السياسة الخارجية لترامب، إن “رغبة ترامب في توسيع اتفاقيات أبراهام ستكون أولوية قصوى”.
وقال: “من غير الممكن أن يفكر العرب بجدية في الانضمام إلى الاتفاقيات إذا استوعب الاحتلال الضفة الغربية رسميًا”.
ووفقًا لمحللين تحدثوا لـ “Reuters”، من شأن الضم أن يقضي على أي أمل في حل الدولتين الذي يخلق دولة فلسطينية مستقلة، كما سيعقد الجهود الرامية إلى حل الحرب المستمرة منذ أكثر من عام في غزة والتي امتدت إلى لبنان المجاور.
وفي فترة ولايته الأولى، نقل “ترامب” السفارة الأمريكية لدى الكيان المحتل إلى القدس، وأنهى موقف واشنطن الراسخ بأن المستوطنات غير قانونية.
لكن في عام 2020، أدت خطته لإنشاء جزء من دولة فلسطينية على طول الحدود الحالية إلى عرقلة جهود نتنياهو لتحقيق السيادة على المنطقة.
ولم يكشف الرئيس المنتخب عن خططه للمنطقة، ولم ترد كارولين ليفيت المتحدثة باسم “ترامب” على أسئلة حول سياسته بشأن هذه المسألة، مكتفية بالقول إنه “سيستعيد السلام من خلال القوة في جميع أنحاء العالم”.
ومع ذلك، قال وزير المالية بحكومة الاحتلال، بتسلئيل سموتريش، أحد أبرز الوزراء المؤيدين للاستيطان في الحكومة، الأسبوع الماضي إنه يأمل أن تتمكن دولته من استيعاب الضفة الغربية في وقت مبكر من العام المقبل بدعم من إدارة ترامب.
خلفية تاريخية
يسمي المستوطنون الضفة الغربية يهودا والسامرة نسبة إلى المصطلحات التوراتية القديمة للمنطقة، وهي منطقة يبلغ طولها حوالي 100 كيلومتر وعرضها 50 كيلومترًا.
اشتعل النزاع على المنطقة منذ بداية الصراع الموسع بين العرب والاحتلال منذ أن احتلها الكيان في حرب عام 1967.
وتعتبر معظم الدول المنطقة أرضا محتلة وتعتبر المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، وهو الموقف الذي أيدته المحكمة العليا للأمم المتحدة في يوليو.
ونزح نحو 750 ألف فلسطيني مع قيام كيان الاحتلال عام 1948، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
ويطالب الفلسطينيون بالضفة الغربية باعتبارها نواة لدولتهم المستقلة في المستقبل، إلى جانب قطاع غزة على البحر الأبيض المتوسط إلى الجنوب.
لكن انتشار المستوطنات اليهودية، التي انتشرت بشكل كبير في جميع أنحاء الضفة الغربية منذ اتفاقيات السلام المؤقتة في أوسلو قبل 30 عامًا، أدى إلى تحويل المنطقة.
المصادر: