مع تزايد العقوبات التي فرضتها الدول حول العالم على روسيا بعد حربها مع أوكرانيا في فبراير 2022، يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يزال يحظى بدعم قوي من شي جين بينغ، الزعيم الصيني.
وقد اتبع شي سياسة شجب العقوبات والتزام بتعزيز العلاقات مع بوتين، ورحب به في زيارة دولة لمدة يومين في الصين يوم الخميس، وهو اللقاء الشخصي الرابع بينهما منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، حيث أدت الحرب إلى تقارب بين الزعيمين واقتصادياتهما، ووصلت التجارة بينهما إلى مستويات قياسية العام الماضي، مع زيادة واردات روسيا من السلع الأساسية من الصين وزيادة الطلب الصيني على الوقود الروسي بأسعار مخفضة.
وانتقدت الولايات المتحدة تعزيز التعاملات التجارية بين البلدين، أكدت الصين أن تجارتها مع روسيا جزء من علاقاتها الثنائية الطبيعية وأنها تتبنى موقفًا محايدًا في الصراع في أوكرانيا.
تقارب اقتصادي منذ اندلاع الحرب
فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحلفاؤهم عقوبات على الكيانات الروسية وقيودًا على تدفق البضائع إليها ومنها، منذ اندلاع الحرب، وعلى الرغم من ذلك، نجح الاقتصاد الروسي في تحقيق نمو بنسبة 3.6% في عام 2023، وفقًا لصندوق النقد الدولي، بعد أن انكمش في العام السابق.
كما شهدت العلاقات التجارية بين روسيا والصين تطورًا كبيرًا، حيث أصبحت الصين الشريك التجاري الأول لروسيا، وتزايدت التجارة بينهما بشكل كبير، حيث بلغت قيمة التجارة الثنائية 240 مليار دولار العام الماضي، ومن المتوقع تجاوز هذا الرقم 200 مليار دولار بحلول عام 2024.
بالرغم من خفض الاتحاد الأوروبي لمشترياته من الوقود الروسي، فإن الصين زادت صادراتها إلى روسيا من السلع الصناعية والتجارية، مثل المركبات والآلات والأجهزة المنزلية.
كما أصبحت روسيا المورد الرئيسي للنفط للصين، متجاوزة السعودية، وفقًا لبيانات التجارة الصينية الرسمية، لكن الصين ليست وحدها المستفيدة من حاجة روسيا إلى إيجاد أسواق جديدة لوقودها، حيث قامت الهند أيضاً بزيادة وارداتها في أعقاب الحرب.
تحذيرات أمريكية
ارتفعت حدة الانتقادات في الغرب بشأن دور الصين في تمويل الحرب الروسية، مع زيادة التجارة ومشتريات النفط، ويعتقد المحللون أن السلع ذات الاستخدام المزدوج، التي قد تكون لها تطبيقات عسكرية، تشكل جزءًا من هذه الواردات المتزايدة.
وقد زار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بكين وحذر من عواقب محتملة إذا لم تتخذ الصين خطوات لوقف هذا التدفق.
وعلى الرغم من أن بكين ردت باتهامات الولايات المتحدة بأنها تستهدف التبادلات التجارية الطبيعية، فإن البيانات الرسمية تشير إلى انخفاض في صادرات الصين إلى روسيا خلال الأشهر الماضية، مما يشير إلى احتمالية خفض هذه الواردات.
صداقة رفيعة المستوى بين بوتين وشي
شهدت العلاقة بين شي جين بينغ وفلاديمير بوتين تعزيزًا، وعلى الرغم من تراجع السفر الدولي لبوتين منذ بداية النزاع، إلا أن زيارته الحالية للصين تمثل رحلته الثانية إلى هناك منذ بداية الحرب، وهو الاجتماع الشخصي الرابع بين الزعيمين خ%