عالم

بريغوزين.. من هو “طاه بوتين” الذي أصبح قائد مرتزقة فاغنر؟

طاهي بوتين

لقد انفجر الصراع المحتدم بين القيادة العسكرية لموسكو ويفغيني بريغوزين، زعيم مجموعة فاغنر، وأصبح تمردًا مفتوحًا، قد يغير مسار الحرب والمنطقة كلها.

تردد اسم يفغيني بريغوزين كثيرًا في الفترة الماضية وارتبط اسمه بالحرب الروسية الأوكرانية، حيث يعتقد الكثيرون أنه قد يكون مسؤولا في الحكومة أو الجيش الروسي، لكن الحقيقة أنه مجرد طاه مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

بريغوزين نجح في تكوين مجموعة من المقاتلين تحت مسمى “فاغنر” قوامها الأساسي من المرتزقة، واعتمد عليها بوتين في أكثر من مناسبة وكان لها دور كبير في العمليات العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية، نستعرض لكم في هذا التقرير رحلة صعود “إمبراطور النقانق” الذي أصبح ذراعاً حديدية يضرب بها بوتين أعداؤه.

بداية إجرامية

ولد بريغوزين عام 1961 في لينينغراد المعروفة الآن باسم “سانت بطرسبرغ”، ودرس في مدرسة رياضية وتدرب على التزلج، لكنه منذ مراهقته ارتبط اسمه بجرائم السرقة واستمر حتى حكمت عليه محكمة لينينغراد الجنائية بالسجن عام 1981 لارتكابه جرائم مختلفة أبرزها سرقة امرأة تحت تهديد السلاح والسطو على عدة شقق.

خرج بريغوزين من السجن في العام 1990 قبل انهيار الاتحاد السوفييتي بوقت قصير، وقرر افتتاح كشك لبيع النقانق وذاع صيته واستمر عمله في النمو حتى أطلق عليه لقب “إمبراطور النقانق، وفي السنوات الأولى بعد دخول الألفية الثانية بدأت علاقته ببوتين حيث رافق عدد من الشخصيات البارزة والرؤساء الأجانب لتناول الطعام لدى “بريغوزين”، وتطورت علاقته مع الرئيس الروسي مما دفع الأخير لتعيينه في وظائف مختلفة بينها حصول “إمبراطور النقانق” على عقود توريد الطعام المربحة لمدارس موسكو، وصولا إلى توريد المواد الغذائية للجيش الروسي.

تأسيس مجموعة فاغنر

حضر ” بريغوزين” في صيف 2014 اجتماع كبار المسؤولين الروس في مقر وزارة الدفاع، خلال العملية الروسية على الحدود الأوكرانية في دونتسيك ودونباس، باعتباره المسؤول عن عقود توريد المواد الغذائية للجيش، لكنه فاجأ الجميع بطلب غير متوقع، حيث أراد الحصول على أرض من وزارة الدفاع يمكن أن يستخدمها لتدريب المرتزقة ووصفهم بالمتطوعين الذين لا تربطهم صلات رسمية بالجيش الروسي ولكن لا يزال من الممكن استخدامهم لخوض حروب روسيا.

لم تلق الفكرة ترحاب القادة العسكريين بحسب تصريحات مسؤول عسكري روسي رفيع المستوى، لكنه رد آنذاك قائلا:”الأوامر تأتي من بابا” في إشارة منه لقربه الشديد للرئيس الروسي، ثم تمت الموافقة على طلبه بعد ذلك وعرفت مجموعة المرتزقة بـ”فاغنر” وشاركت في عمليات تخدم المصالح الروسية في أوكرانيا وسوريا والعديد من البلدان الأفريقية.

بريغوزين الشرس صاحب القلب الحجري

اشتهر بريغوزين بالقساوة والوحشية، ونجح في زيادة عدد المقاتلين لديه إلى أن وصلوا إلى ما يقرب من 50 ألف مقاتل بينهم عشرات الآلاف من السجناء السابقين الذين تم تجنيدهم من جميع أنحاء روسيا بواسطة بريغوزين شخصيًا، بحسب التحليلات والمعلومات الاستخباراتية الغربية.

وحققت “فاغنر” مكاسب عسكرية في الحرب المستمرة مع أوكرانيا، وكان آخرها عندما انسحبت القوات الأوكرانية من بلدة سوليدار في منطقة دونتسيك، حيث أعلن بريغوزين بنفسه أن قواته قادت الجهود للاستيلاء على البلدة.

اكتسب بريغوزين سمعة بأنه أقسى قائد بين أولئك الذين قادوا الهجوم الروسي على أوكرانيا،. وبدا أنه يؤيد ضمنيًا مقطع فيديو يظهر مقتل أحد المنشقين عن مجموعة فاغنر بمطرقة ثقيلة، والذي يرجح أن الأوكرانيين أعادوه في عملية تبادل أسرى، حيث ظهر في المقطع قائلا”موت كلب من أجل كلب”.

وقال رجل أعمال يعرف “بريغوزين” في التسعينيات رفض ذكر اسمه إنه متحرك وموهوب، ولن يتراجع عن أي شيء ليحصل على ما يريد، وأنه لا يسعى للسلطة والمال فقط لأنه بالفعل قد حققهما، لكنه يملك شغف مطاردة وسحق أعداءه.

بريغوزين يتهم قادة الجيش بمحاولة تدميره

رغم بزوغ نجمه وتقربه الشديد من الرئيس الروسي، لكنه اتهم مؤخرًا وزير الدفاع في موسكو ورئيس الأركان العامة بمحاولة تدمير المجموعة، وأكد أنهما حرما مقاتليه من الذخيرة والنقل الجوي، وحتى من المجارف لحفر الخنادق، ولم تكن تلك هي المرة الأولى حيث انتقد بريغوزين المؤسسة العسكرية الروسية مرارا بشأن نقص الذخيرة لدى مقاتليه.

وأتبع بريغوزين تعليقاته عن القادة العسكريين الروس بتسجيل صوتي بثها على قناة تيليغرام الخاصة به، قائلا:”ببساطة هناك معارضة مباشرة مستمرة، وهذا يمكن أن يعادل الخيانة”، وتحدث بريغوزين خلال التسجيل بنبرة غاضبة وصوت مرتفع، وألقى باللوم على وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، بشأن التسبب عمداً في نقص الأسلحة.

واعتبر المحللون أن بريغوزين دخل في عداء مباشر مع بعض القادة العسكريين الروس، بعدما صرح بأنهم لا يمتلكون الكفاءة المطلوبة لتولي مناصبهم، وقوله إن وزارة الدفاع تحاول أن تنسب الفضل في نجاحات فاغنر بشأن مدينة باخموت بمنطقة دونيتسك، ليفتح الباب أمام العديد من السيناريوهات المحتملة بأن يطيح بعدد منهم، ون يطيحوا هم به وبمجموعته التي ساعدت الجيش الروسي كثيرًا في عملياته العسكرية في السنوات الماضية.

هل يمهد بوتين الطريق لحرب طويلة ومستنزفة؟

أخبار العالم اليوم: بوتين يوجه تحذيرًا نوويًا للغرب.. والفيدرالي الأمريكي في مأزق

بين خطابين لبايدن وبوتين.. الحرب الروسية الأوكرانية إلى أين؟