اقتصاد

كيف نجحت الهند في المضي قدما اقتصاديًا رغم التراجع العالمي؟

شهد الاقتصاد العالمي الكثير من العثرات والعقبات في السنوات الماضية لأسباب متنوعة، كان أبرزها جائحة كورونا التي ما زالت تلقي بظلالها على اقتصاد غالبية دول العالم، بالإضافة إلى أزمة سلاسل التوريد التي لعبت دورا كبيرا في تعطيل عجلة الإنتاج في أكثر من دولة، ورغم كل ذلك شهد المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2023 في دافوس إشادة كبيرة بما يحققه الاقتصاد الهندي في ظل الصعاب التي يشهدها العالم، معتبرينه النقطة المضيئة في الاقتصاد العالمي في الفترة الراهنة.

ثالث أكبر اقتصاد في العالم خلال 10 سنوات

قال هاروهيكو كورودا محافظ بنك اليابان، في كلمته بالجلسة الختامية للمؤتمر، إن الهند تعمل بشكل جيد جدًا وتمضي للأمام في حين تعاني الدول المجاورة لها من تحديات كبيرة مسلطًا الضوء على باكستان وسيريلانكا وبنغلاديش.

وأشار بورجي إيكهولم رئيس شركة “إيركسون” إلى سرعة تطور البنية التحتية الهندية للجيل الخامس مما سيسهم في بناء الهند الرقمية، وأنها ستمتلك قريبًا أفضل بنية تحتية رقمية خارج الصين”، يقودها عمالقة الاتصالات بهارتي إيرتل.

يتوقع مركز الاقتصاد وأبحاث الأعمال، أن تكون الهند قادرة على أن تصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم خلال 10 سنوات متفوقة على اليابان وألمانيا، وأن حجم اقتصادها سيصل إلى 10 تريليون دولار عام 2035.

وبالرغم من توقعات صندوق النقد الدولي أن تحقق الصين ارتفاعاً في الناتج المحلي بنسبة 4.4% العام الجاري، إلا أن المؤشرات تشير إلى تحقيق الهند نمو في الناتج المحلي بنسبة 6.1%.

عوامل النجاح

أكد راجيش جوبيناثان الرئيس التنفيذي لشركة تاتا للخدمات الاستشارية، أن البيئة السياسية المستقرة واستثمار الحكومة في البنية التحتية وفّر بيئة إيجابية تساعد على النمو، بالإضافة إلى وجود رأس مال كافٍ مع طاقة بشرية قادرة على الإنتاج فكانت النتائج جيدة، لافتا إلى ضرورة الاستمرار بعناية وتخطيط دقيق في ظل توفر عوامل النجاح والتطور.

وبالنظر إلى مجال الطاقة، استطاعت الهند شراء النفط الروسي بسعر مخفض للغاية، بينما تعاني الدول الأوروبية ارتفاعًا كبيراً في الأسعار وتهديدات حقيقية لنقص الطاقة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

وفي سياق متصل، قال دينيش كومار خارا رئيس بنك الدولة الهندي إن وضع الهند اقتصاديًا يعد رائعًا مقارنة بالآخرين، وحول تأثرها بحالة الركود المتوقعة في الفترة القادمة أكد أنها بالطبع ستتأثر، لكن ليس بالحدة نفسها.

 

الطريق ليس حريريًا

ذكر تقرير شركة “Deloitte” المتخصصة في تدقيق الحسابات والاستشارات المالية وخدمات المخاطر، أن دولة الهند تحتاج إلى بذل جهود إضافية في مجال البنية التحتية لجذب المزيد من الاستثمار العالمي.

وعند النظر إلى انعكاس الإنجازات الاقتصادية على المجتمع الهندي، نجد أنها ما زالت الأولى عالميًا من حيث عدم المساواة في الدخل ويتخطى معدل الفقر بها نسبة 16.4%، وهي نسبة ليست بالقليلة رغم أنها كانت 55.1% منذ 15 عامًا.

ويرى سواش راي نائب مدير مركز “كارنيجي” للأبحاث في الهند، أن هناك إفراطاً في التفاؤل بشأن الاقتصاد الهندي، معللاً ذلك بأن أرقام نمو الناتج المحلي الإجمالي الأخيرة البالغة 6.3% سنويًا في الربع الثالث من عام 2022 و 13.5% في الربع الثاني، لم تكن أعلى بكثير من الفترات نفسها قبل ثلاث سنوات، خاصة عند استبعاد القطاعات التي تسيطر عليها الحكومة.

وأضاف “راي” أن المقارنات بين اقتصاد الدول المتقدمة والنامية قد يكون مضللاً، لأن عندما تكون على مستوى عالٍ يصبح النمو صعبَا وتأثيره غير ملحوظ لعكس ما تسير به الأمور في الدول النامية.

وحول الاستقرار السياسي، واتباع سياسة الحزب الواحد وكونها أحد أسباب النجاح، رفض “راي” هذا الطرح مؤكدًا أن رئيس الوزراء “مودي” وحزبه يهيمنان على السلطة منذ 2014، بينما تباطأ النمو الاقتصادي في السنوات التي سبقت الوباء تحت ولايته أيضًا، مشيرَا إلى تحقيق الهند نتائج اقتصادية مبهرة في عصر السياسة الائتلافية.

في أرقام.. توقعات متفائلة للاقتصاد العالمي خلال 2023

محطات في أزمة الاقتصاد البريطاني المُضطرب.. تسلسل زمني

أنظار لاعبي كرة القدم تتجه إلى السعودية.. ما علاقة تراجع الاقتصاد الصيني؟