حاول العبيد على مدار تاريخ العبودية الحصول على حريتهم والعودة إلى بلدانهم بعد نقلهم إلى مجتمعات أخرى وبيعهم كالسلع.
ظهرت حركات التمرد والثورات والانتفاضات التي أشعلها هؤلاء، كرد فعل طبيعي على أوضاعهم القاسية والظلم الواقع عليهم.. فيما يلي أشهر الثورات التي قام بها العبيد.
تمرد ستونو
كان تمرد ستونو عام 1739 أكبر تمرد للعبيد في المستعمرات الجنوبية، وهو اتحاد للأراضي التي تسيطر عليها بريطانيا في أمريكا الشمالية في ذلك الوقت.
شارك عدد من العبيد الذين يعملون في المزارع بالقرب من نهر ستونو في ولاية كارولينا الجنوبية، ربما كانوا يهدفون إلى السير نحو القديس أوغسطين الإسباني، حيث كانت إسبانيا تعرض الحرية والممتلكات لجميع العبيد الهاربين من الأراضي البريطانية.
قُتل ما يصل إلى مائة من المتمردين، إلى جانب أكثر من 20 من السكان البيض الذين قُتلوا خلال المسيرة.
تمرد جيج
وقع عام 1808 في مستعمرة كيب، جنوب إفريقيا تحت الحكم البريطاني، شارك فيها حوالي 340 من العبيد من مزارع الحبوب، كانت غير عنيفة إلى حد كبير.. لم يدم التمرد تم إخماده في غضون 36 ساعة، إلا أنها كانت نواة الإلغاء الكامل للعبودية في ثلاثينيات القرن التاسع عشر.
تمرد أميستاد
وقع تمرد أميستاد عام 1939 على متن سفينة تحمل الاسم نفسه متجهة من هافانا إلى بويرتو برينسيبي في كوبا، على متنها 53 شخصًا تم اختطافهم وبيعهم كعبيد.
قُتل أغلب طاقم السفينة باستثناء عدد قليل لإعادتهم إلى الوطن، وبدلًا من الإبحار نحو إفريقيا استمر الملاح الإسباني في تحريك السفينة شمالًا، وانتهى به الأمر في نيو لندن حيث سُجن المتمردون بعد ذلك.
مؤامرة غابرييل
كانت مؤامرة غابرييل عبارة عن تمرد طموح للعبيد تم التخطيط له عبر ولاية فرجينيا في مطلع القرن الـ19، وكان نجاحها سيؤدي إلى تحرير مئات العبيد، وتضمنت الخطة عبيدًا من 11 مقاطعة على الأقل في الولاية الأمريكية.
وفقًا للخطة في 30 أغسطس 1800، يتحرك جيش غابرييل والإغارة على مستودع الأسلحة وخطف الحاكم، إلى جانب انتفاضات موازية في مناطق أخرى، لكن عاصفة رعدية ضخمة ضربت المدينة في يوم الانتفاضة، وقرروا التأجيل حتى اليوم التالي.
شعر عبدان في أماكن مختلفة بالتوتر وأخبرا أسيادهما عن الأمر برمته، بينما تم إطلاق سراحهما في نهاية المطاف، أدت المعلومات إلى مطاردة على مستوى الدولة للمتمردين، وبحلول نهايتها شُنق 26 شخصًا.
ثورة هايتي
لا تزال ثورة هايتي هي ثورة العبيد الوحيدة في التاريخ التي نجحت في تشكيل دولة خاصة بها، كانت بسهولة واحدة من أكثر المستعمرات ربحًا في العالم في ذلك الوقت، حيث كانت تمثل ما يقرب من ثلثي التجارة الخارجية في فرنسا، بدءًا من ثورة العبيد المنظمة في أغسطس 1791، استغرقت الثورة 12 عامًا أخرى لتتجسد بالكامل، ما أدى في النهاية إلى إنشاء جمهورية هايتي المستقلة.
في حين اقتصر الصراع على هايتي، فقد شارك فيه العديد من الجهات الفاعلة الأخرى التي تبحث عن مصالحها الخاصة في المنطقة، بما في ذلك إسبانيا وإنجلترا، حتى وفقًا للتقديرات الأكثر تحفظًا، فقد أكثر من 350.000 شخص حياتهم في الصراع المرير بين فرنسا والتحالفات المؤقتة للقوى الاستعمارية الأخرى مع العبيد الهايتيين.
تاريخ القهوة السعودية.. كيف وصلت حبّات البُن إلى مكة؟
اليوم العالمي للمسنين.. ما أبرز مشكلاتهم النفسية وكيف يمكن التعامل معها؟
