أحداث جارية منوعات

قصة أقدم سجين محكوم عليه بالإعدام.. قضى نصف حياته مسجونًا قبل تبرئته

قضت محكمة يابانية، اليوم الخميس، بتبرئة إيواو هاكاماتا البالغ من العمر نحو 88 عامًا، بعد أن قضى أكثر من نصف حياته في السجن منتظرًا تنفيذ حكم الإعدام بحقه.

وبحسب ما قالته هيئة الإذاعة والتليفزيون اليابانية، فإن المحكمة حكمت بالإعدام على هاكاماتا في عام 1966 عندما كان يبلغ من العمر 30 عامًا، بعد اتهامه بقتل مديره وزوجته وطفليهما.

وقضى هاكاماتا أكثر من 5 عقود في السجن بانتظار حكم الإعدام، قبل أن تُعاد محاكمته قبل نحو عقد من الزمن.

تفاصيل القصة

عثرت سلطات إنفاذ القانون اليابانية على سروال ملطخ بالدماء في خزانة المشتبه به في ستينيات القرن الماضي، بعد العثور على جثث المدير وأسرته.

وكان هاكاماتا ملاكمًا محترفًا، ثم تقاعد في عام 1961 وحصل على وظيفة في مصنع لمعالجة فول الصويا في شيزوكا بوسط اليابان، الذي كان يرأسه المدير المقتول.

تم القبض على هاكاماتا باعتباره المشتبه به الرئيسي، وخلال التحقيق معه اعترف بالجريمة، ولكنه عاد بعد ذلك وغير أقواله قائلًا إنه تعرّض للضغط والضرب من قبل المحققين وأجبروه على الاعتراف.

ورغم ذلك حكمت المحكمة على هاكاماتا بالإعدام، بقرار من القضاة بأغلبية صوتين مقابل صوت واحد، على الرغم من ادعائه المتكرر بأن الشرطة فبركت له الأدلة.

وكان هناك قاض واحد معارض لقرار الإعدام، ولكنه تنحى عن منصبه بعد 6 أشهر من المحاكمة بسبب عجزه عن وقف الحكم.

وطوال أكثر من 50 عامًا قضاها هاكاماتا في السجن، ظل مصرُا على برائته، حتى ظهرت أدلة جديدة في عام 2014 أدت إلى إعادة المحاكمة ومن ثم إطلاق سراحه.

وأظهرت تلك الأدلة أن الحمض النووي الموجود على البنطال لم يتطابق مع هاكاماتا أو الضحايا، ثم تم إطلاق سراحه نظرًا لسنة وحالته العقلية الهشة.

كانت المحكمة العليا في طوكيو قد ألغت في البداية طلب إعادة المحاكمة لأسباب غير معروفة، لكنها وافقت في عام 2023 على منح هاكاماتا فرصة ثانية بناء على أمر من المحكمة العليا في اليابان.

زرع الأدلة

بحسب موقع وزارة العدل، فإن إعادة المحاكمة تُعد من الأمور النادرة في اليابان، إذ إن 99% من القضايا تنتهي بالإدانة.

وقال القاضي كوني تسونيشي من محكمة منطقة شيزوكا، إن الملابس الملطخة بالدماء التي استخدمت لإدانة هاكاماتا تم زرعها بعد فترة طويلة من وقوع جرائم القتل.

وأضاف تسونيشي إنه لا يمكن اعتبار أن هاكاماتا مجرمًا وفقًا للأدلة الجديدة.

وتُعد تلك القصة نهاية لملحمة قانونية استوجبت التدقيق العالمي في نظام العدالة الجنائية الياباني، كما أنها أثارت دعوات لإلغاء عقوبة الإعدام في البلاد.

المصدر: CNN